الملخص
تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة عن قصة صاحب الجنتين.
بدأ الدكتور بالحث على شكر النعم، والتحذير من كفرانها، فذكر أن الواجب على العبد شكر النعم؛ لأن شكرها سبب لاستبقائها، ونقل ما قاله بعض الصالحين من أن من لم يشكر نعم الله فقد تعرض لزوالها، ومن شكرها فقد قيدها بعقالها.
وتعرض لكفران صاحب الجنتين بنعم الله عز وجل، كما ورد في قول الله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابِ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا}.
يقول الدكتور: وفي هذا دلالة، وفائدة، أن من يعمل الأعمال الصالحة، لا يشترط في كل حال أن يزداد غنى، أو أن يزداد ثروة، لكنه بالتأكيد يزداد من نعم الله؛ لأن من يكون يقينه في الله عز وجل قويا، فمعرفته بالله عز وجل تغنيه عن أموال الدنيا، لذلك الذي يتصدق، ويعمل الصالحات، ينعم الله عز وجل عليه بنعم شتى، أدناها أن يبارك له في رزقه، وأعلاها أنه يكتفي بمعرفته بالله، ويرزق القناعة وحسن الظن بالله ثم ما يكون له من جزاء في الأخرة.
ويتابع الدكتور بالتعليق على أحداث القصة، في قول الله تعالى: {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا}، فيقول: يظن كل إنسان في قلب النعمة، أن هذه النعمة لن تزول، ولن تتغير، فالغني صاحب الشركات، لا يظن أبدا أن هذا المال سيزول، في مدة منظورة من الزمن، يظن أنه سيعيش طول حياته في هذه النعمة.
وأضاف في الحديث عن الآيتين الكريمتين: ساقه ذلك إلى الكفر بالله، وباليوم الأخر {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً}، هو في شك من المعاد، والقيامة، ثم إنه يقول كلمة عجيبة يرددها كثير ممن ينتسب إلى دين صحيح، ثم يمارس ممارسات تدل على قلة اليقين، التي أوضحتها الآية الكريمة: {وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا}، إن كان هناك قيامة، فالذي أعطاني في الدنيا بالتأكيد سيعطيني في الآخرة.
ثم ينتقل الدكتور إلى الحديث عن حلقة أخرى من حلقات القصة، التي ينصح فيها المؤمن صاحب الجنتين كما في قوله تعالى: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا}.
فيقول: هل هذه النعمة التي أنعم الله عز وجل بها عليك أنستك أن الله عز وجل هو الذي خلقك، وهو الذي رزقك، وهو الذي يعطيك، وهو الذي إن شاء يمنعك، {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا} هذه النعمة الحقيقية التي لا يضر معها فقر، ولا فاقة، نعمة اليقين بالله، والاعتقاد فيه.
ويختم الدكتور بالتعليق على نهاية القصة، التي وردت في قول الله تعالى: {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (43)}.
يقول الدكتور: وهنا نصل إلى ختام هذه القصة، وإلى هذه النتيجة، وهي أن كفران هذا الشخص بالله ونسيانه لنعمه، عرضه لهذه النهاية الأليمة، التي لم يكن يتوقعها، وهو انتقام الله عز وجل الذي قد يأتي بغتة، وإذا جاء لكافر النعمة، فإنه لا يمكن لأحد أن ينفعه، من دون الله عز وجل.
المقاطع القصيرة
التحذير من كفران النعم
صاحب الجنتين وكفرانه بالنعم
غرور صاحب الجنتين وموقف صاحبه المؤمن