الملخص
تناولت حلقة (30/7/2013) من برنامج “اسلامنا وسلومنا” موضوع: “صلة الرحم”، مع الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري.
استهل الدكتور كلامه ببيان مفهوم صلة الرحم، فقال: إن هذا المفهوم له معان كثيرة، فهو مكون من كلمتين، كلمة صلة، وكلمة رحم، أما كلمة صلة فهي تدل على التواصل، والترابط، والتلاحم؛ فتقول وصلت الحبل بالحبل إذا ربطتهما معا، وكلمة رحم، مشتقة من الرحمة، فهي تدل على العطف، والشفقة، والرأفة، فصلة الرحم فيها معاني التواصل، والترابط، في جو من الرحمة، والشفقة، والعاطفة.
ونبه إلى حث القرآن والسنة على صلة الرحم، من ذلك قول الله تعالى: { وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} ، والحديث الذي رواه البخاري ومسلم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه”.
وتعرض لبعض النصوص التي تحذر من عقوبة قطع الرحم، من ذلك الحديث المتفق عليه عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة قاطع”.
وذكر أن صلة الرحم مع فيها من ثواب في الاخرة، فإن ثوابها أيضا يعجل في الدنيا، كما أن عقوبتها من العقوبات المعجلة في الدنيا أيضا؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس شيء أطيع الله عز وجل فيه أعجل ثوابا من صلة الرحم، وليس شيء أعجل عقابا من البغي وقطيعة الرحم، واليمين الفاجرة تدع الديار بلا قع”.
وأكد على قضية مهمة في هذا السياق، وهي صلة الأرحام الذين يظهر منهم العداء، فقال: إن
هذا هو ميدان الأجر والتميز في صلة الرحم، فمن يصل من يصله فهو مكافئ، لما رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها”.
وتعرض الدكتور لوسائل يتوسل بها لصلة الرحم، من ذلك الزيارات فذكر أن الزيارات لها دور كبير في تنمية الحب، والألفة، بين أفراد الأسرة الواحدة، وكذلك التواصل معهم للسلام عليهم عبر وسائل التواصل الحديثة، فهي من الوسائل الفعالة في التواصل، منبها إنه لا ينبغي الاقتصار عليها وترك التزاور.
من الوسائل المهمة التي ذكرها في هذا الصدد الهدية، فقال: إن الهدية لها أثر فعال في صلة الرحم، والمعاملة بالمعروف.
نبه كذلك على مسألة أخرى وهي تفقد أصحاب الحاجة من الأرحام، قائلا: إن أصحاب الحاجة من الأرحام نادرا ما يلتفت إليهم، ونادرا ما تظهر حاجاتهم لمن حولهم، فعلى الإنسان أن يتفقد أحوالهم ويسد خلتهم.
وختم بالتنبيه على أخلاق الكبار مع ذوي الأرحام، فذكر من صفاتهم، أنهم يستوعبون الجميع، وأنهم عنصر جمع، لا عنصر تفريق، يتعرضون للإساءة فيصفحون، وينطلقون في تصرفاتهم من منطلق الحرص على مصلحة الأهل والأرحام.
مفهوم صلة الرحم
حث القرآن والسنة على صلة الرحم
عقوبة قاطع الرحم والترغيب في الصلة
واقع صلة الرحم في المجتمع بين الماضي والحاضر
من وسائل صلة الرحم
من أخلاق الكبار في التعامل مع ذوي الأرحام