الحديبية.. درس في حسن التدبير – خطبة الجمعة ٢٧ ربيع الأول ١٤٣٩هـ


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في الخطبة الأولى عن صلح الحديبية، فقال: إن هذا الصلح جاء بعد أحداث، ووقائع، أكدت قوة هذا الدين الجديد، فبعد بدر الكبرى التي شعرت فيها قريش بالتحدي، وأحداث غزوة أحد، وهزيمة الأحزاب، وقع صلح الحديبية سنة ست من الهجرة، بعد رؤيا للنبي صلى الله عليه وسلم، رأى فيها دخول مكة، والطواف بالبيت.

ونبه الدكتور على ما وقع من مفاوضات بين النبي صلى الله عليه وسلم وقريش، والتي أدت إلى معاهدة، وصلح، مشيرا إلى أهم بنود هذا الصلح، وهي كالتالي:

أولا: وضع الحرب عشر سنين، يأمن فيها الناس، ويكفّ بعضهم عن بعض.

الثاني: من أحب أن يدخل في حلف محمد صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في حلف قريش من قبائل العرب دخل فيه.

الثالث: من أتى محمّدا صلى الله عليه وسلم من قريش فارا من أهله ردّه عليهم، ومن جاء قريشا ممن مع محمد صلى الله عليه وسلم، لم يردوه عليه.

تعرض الدكتور كذلك لحكم ونتائج في هذا الصلح، من ذلك ما وقع من تفكك لحلف قريش، وغطفان، واليهود، وكذلك أن الدعوة وجدت متنفسا لدعوة الملوك، والأمراء، منبها إلى أنه في نفس السنة بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالكتابة إلى ملوك العالم، وأمراء العرب، يدعوهم إلى الإسلام، معلنا عالمية هذه الدعوة، وتوجهها إلى جميع أهل الأرض.

مما ذكره الدكتور في هذا السياق أيضا، بعض الأحداث التي وقعت بعد الحديبية، مثل غزوة خيبر، التي قضت على بؤرة التأليب على الإسلام، ثم معركة مؤتة التي آذنت ببدء المواجهة مع الروم، بسبب الاعتداء على الرسول الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم، وما تلى ذلك من نقض العهد من قريش، فجاء فتح مكة الذي تهيأت له الأسباب، دون انتهاك عهد، أو الإخلال بميثاق.

أما في الخطبة الثانية فقد وجه الدكتور نصيحة، بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني، فذكرأن الاحتفال بهذا اليوم داخل في دائرة المباحات، ثم قال: إن الاحتفال باليوم الوطني مناسبة لإظهار حب الوطن، فيما يرضي الله عز وجل، فلا حرج على الإنسان إذا أراد أن يعبر عن وطنيته أن يرفع علما، أو يضع شعارا، لكن لا يعبر عن هذه الوطنية بما ينتهك الخلق، ولا بما يخالف الشريعة، أو يخترق القانون.

وأضاف: الوطنية الحقة هي في خدمة الوطن، والعمل على رفعته، والسهر من أجله، والأمانة في أداء حقه، هذه هي الوطنية الحقة، وهي طوال أيام السنة، ولا تكون في يوم واحد، وليس من الوطنية رفع الشعارات، ثم خيانة الوطن بالاختلاس، والعبث بممتلكاته، إنما الوطنية الحقة أن نجعل من وطننا مثالا، ونموذجا، للإسلام الصحيح.

المقاطع القصيرة

من دروس السيرة النبوية

صلح الحديبية

من حكم ونتائج صلح الحديبية

أحداث ما بعد صلح الحديبية

كلمة في حق قمة القدس