الملخص
تناولت حلقة (25/7/2013) من برنامج “اسلامنا وسلومنا” موضوع: “عادة التناصح”، مع الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري.
استهل الدكتور كلامه بما جاء في التوجيه القرآني، الذي حوته سورة العصر، يقول الله تعالى: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}، مشيرا لمعنى التواصي المذكور في السورة، الذي هو التناصح، الذي يقدم بروح الحرص على الآخرين، والاهتمام بمصلحتهم.
ونبه على المعنى أيضا، فقال: إن من معاني التناصح والتواصي إرادة الخير المنصوح ودعائه إلى ما فيه صلاحه، ولفظ الوصية والتواصي يدل على المحبة والاهتمام بالشخص الذي يوصى، ولفظ النصيحة يدل ذلك على الإخلاص في تقديمها، نقول فلان ناصح أمين، وعكسه الغاش الذي يقدم النصح، وهو يريد الشر بمن ينصحه.
وأكد الدكتور الأنصاري على أهمية التناصح، وخطورة تركه، فذكر أن عادة التناصح لها أثر ظاهر، ولها أيضا أثر باطن، أما أثرها الظاهر فهو ما نراه من حرص الناس على بعضهم البعض، والمبادرة بتقديم النصح للإخوان، والجيران، حتى وإن لم يطلبوه، مع التلطف في ذلك.
أما أثرها الباطن فهو ما تغرسه من المحبة في قلوب الناس، فأنت إذا تقدم لك أخوك بالنصيحة، ووضح لك أنه ما قدمها إلا من منطلق الحرص والمحبة، أو إذا نصحك بفعل ما، وعاد عليك هذا الفعل بالفائدة والمصلحة، فإن محبة هذا الناصح تدخل قلبك لا محالة.
أما ترك النصح فلكونه يجعل المجتمع مجتمعا فرديا أنانيا إذا رأى الشخص خللا في أخيه قال لا دخل لي به ولست مسؤولا عنه ويترك نصحه، وقد
يؤدي كذلك إلى أن ترفض النصيحة في تلك المجتمعات ممن يقدمها ولا تقبل منه، ويبغض من يقدم النصيحة.
وعرج الدكتور على ما كان عليه واقع المجتمع في السابق مع عادة التناصح، فذكر أن هذه القيمة ترسخت في حياة المجتمعات المسلمة حتى أصبحت سمة من سمات هذه المجتمعات. فقد كان الإنسان في هذه المجتمعات مرآة لأخيه، إذا لاحظ من أخيه خللا، أو خطأ في تصرف ما يبادر إلى نصيحته، ويسأل عن أحواله، وحاجاته، حتى يقدم له العون، أو ينصحه.
وتعرض لتنبيهات تخص الناصح، والمنصوح، فبدأ بالأمور المتعلقة بالناصح، وذكر أنها أربعة، وهي:
أولا: ينبغي للإنسان أن يكون مبادرا، فإذا رأى أحدا يحتاج إلى نصح في تصرف من تصرفات حياته، قدم له المشورة والنصح، وكذلك إذا رأى أحدا يرتكب خطأ، أو إثما، بادر بتوجيه النصيحة له.
ثانيا: على الإنسان أن يستشعر الحرص على إخوانه، وعلى مصلحتهم، ويستشعر أن هذا هو السبب الذي يدفعه إلى نصحهم، فلا يعنف، ولا يشتد، بل يقدم النصيحة بأحسن الطرق.
ثالثا: على الإنسان أن يختار أحسن الوسائل لتقديم النصيحة؛ حتى تدخل للقلب وتجد القبول، ولذلك ينبغي للإنسان أن لا يقدم نصحه للغير، بشكل علني، وأمام الناس.
رابعا: ينبغي للناصح أن لا يغضب إذا تركت نصيحته، ولم يعمل بها.
ثم ختم بالأمور المتعلقة بالمنصوح وهي:
أولا: أن يشكر من نصحه، خاصة إذا كان من أهل الفضل، والمحبة في الله.
ثانيا: إذا رأى المنصوح أن النصيحة غير مفيدة، كأن يقدمها إنسان معروف بالحماقة، أو تكون النصيحة بينة الخلل، أو لا تليق بمقام المنصوح، فعلى المنصوح حينئذ أن يقول قولا جميلا، ويشكره على حرصه، واهتمامه، وله أن لا يأخذ بها. ثالثا: أن يقبل النصيحة ولا يردها ولا يغضب ولا يتمعر منها، خصوصا إذا كانت في إصلاح شأنه مع الله عز وجل.
التناصح بين المسلمين
ما جاء في نصيحة المسلمين
أهمية التناصح وخطورة تركه
حال المجتمع في السابق مع النصيحة
تنبيهات تتعلق بالناصح والمنصوح