الملخص
تعرض الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة، لما يحمد من الفرح وما يذم، فقال: إن مما يجب أن يفرح به مواسم الخير، فعلى طول العام يمر على المسلم مواسم يتقرب فيها إلى الله عز وجل، من ذلك الصلوات الخمس، في اليوم والليلة، والجمعة في كل أسبوع، بما تحويه من خير وفضائل، ويأتي رمضان بخيره الجليل، وأيام عشر ذي الحجة، وموسم الحج، فهيأ الله سبحانه للناس الفرص لكي يتقربوا إليه، ويدخلوا في رحمته سبحانه وتعالى.
ونبه الدكتور أن الأعمال الصالحة التي أهداها الله عز وجل لعباده، تستحق الفرح، لما فيها اصطفاء، واختيار، من الله سبحانه، ولكونها زاد المؤمن للآخرة وعدته للقاء الله عز وجل، يقول الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}.
ويقول الدكتور: إن الفرح بالدنيا حجاب عن الله، وعن الآخرة، فإذا تعلق الإنسان بالدنيا، أنساه الله الآخرة، وصار ما يحصل عليه في الدنيا، من الأموال، والمتع، والشهوات، غاية، وهدف، يسعى إليه، ويقضي كل جهده فيه، وصار فرحه بهذه الأمور، حجابا له، ينسيه الله، واليوم الآخر.
وأضاف: إذا تعلق الإنسان بربه، وكان فرحه برضاه، وتعلق بالآخرة، صار ما يحصل عليه من الدنيا، ومتعها المباحة، سببا في قربه لله عز وجل؛ لأن ذلك يعينه على تقوى الله، وطاعته.
وفي نفس المعنى ذكر العاقبة الحسنة، للفرح بالله، وبأمر الآخرة، كما دلت عليه آيات سورة فاطر، في قول الله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ}.
وفي الخطبة الثانية، حث الدكتور الأنصاري على دوام التوبة، والاستغفار، فقال: إن الإنسان عليه أن لا يسد الباب الذي بينه وبين الله، وذلك بأن يبقي الحبل متصلا بالله عز وجل، ويعاود الاستغفار، كلما عاود الذنب، وكلما غلبته نفسه، أدبها بالاستغفار والتوبة والعودة إلى الله عز وجل.
المقاطع القصيرة
الفرح والاستبشار بمواسم الخير
فضل التعلق بالله تعالى
ذم الفرح بالدنيا
الحث على دوام التوبة والاستغفار