الملخص
تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة عن الحكمة من البلاء، فقال: إن الابتلاء يكون في الخير ويكون في الشر، وكلاهما يمتحن تماسك النفس وثباتها على منهج الله، فعلى الإنسان أن يتبصر بما يقع له من بلاء، موضحا أنواع البلاء التي تصيب الإنسان، الواردة في قول الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}.
فذكر أن هذه الآية تبين أنواعا من البلاء، وهي: الخوف، والجوع، ونقص الأموال، ونقص الأنفس، ونقص الثمرات، مع اشتمالها على البشارة للصابرين.
وفي سياق الحديث عن الابتلاء بالخوف، قال إن الإنسان قد يبتلى في ثباته على الولاء لله عز وجل، وفي صدق التجائه له سبحانه وتعالى، إذا نزل به الخوف، فإما أن يلتجئ إلى الله ويعتصم به، ثم يبحث في الأسباب التي تحميه، أو ينسى الله عز وجل، ويلجأ إلى غيره، وهذا هو الابتلاء.
وأضاف: ليس المطلوب من الإنسان أن يترك الأسباب، لكن المطلوب منه أن يعتمد اعتمادا صادقا على مسبب الأسباب، منبها إلى أن البلاء بالخوف، يقابله من جهة أخرى البلاء بالأمن، فالأمن قد ينسي الإنسان ما هو فيه من النعمة، فيأتي البلاء بالخوف ليظهر قيمة هذه النعمة، ومدى التقصير في شكرها، ويهيئه إذا عادت أن يكون أكثر استقامة مع الله عز وجل.
نبه الدكتور كذلك على الحكمة من الابتلاء، فقال: الابتلاء يستخرج طبائع النفس من خير، أو شر، فتظهر دواخلها التي يخفيها الإنسان، ظاهرة للعيان، حتى لا ينخدع بها أمام نفسه، وكذا أمام الآخرين، وهذه هي الفتن، تميز الطبائع، خيرها، وشرها، فيظهر طيب النفس ويظهر خبيث النفس.
وأشار الدكتور الأنصاري إلى ما يلزم من الاستفادة من ظروف البلاء، باتخاذها وسيلة لعلاج آفات النفس، وترك التسخط، وترقية السلوك. وساق الدكتور حكمة أخرى للبلاء، وهي أن الله عز وجل قد يبتلي بعض الناس بفقد شيء من النعم، فعلى المرء إذا رأى من ابتلي بفقد نعمة، أن يتذكر ما عنده من نعم، ويحمد الله عز وجل، ثم ذكر الحديث الوراد في ذلك، من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من رأى صاحب بلاء فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا، إلا عوفي من ذلك البلاء”.
المقاطع القصيرة
الابتلاء يكون في الخير ويكون في الشر
الحكمة من الابتلاء