الملخص
عالج برنامج “قضايا شبابية” مع ضيفه الدكتور إبراهيم الأنصاري موضوع “الشباب بين الحرية وهم الحرية”.
استهل الدكتور كلامه بالقول إن الحرية تعني أن يتصرف الإنسان وفق اختياره، دون أن يؤثر على هذا الاختيار أي مؤثر، لكنه دلل على أن الحرية مفهوم نسبي، معتبرا أن الحرية المطلقة ضرب من الوهم، نتيجة صدامها الحتمي بقيود ذاتية في نفس الإنسان، تتعلق بقدراته البدنية، والمالية، والذهنية، من جهة، وبقيود ذات صلة بخصوصية المجتمع الذي يعيش فيه، من دين، ومبادئ، وقيم، وأعراف.
وأضاف: الشباب فترة عمرية، يكون فيها عامل الرفض مرتفعا لأبعد حدود، لكن أي تصور لتحقيق حرية كاملة، هو تصور وهمي، فلا يمكن لأي إنسان أن يعيش حرا دون قيود، وإنما يفقد من حريته، بقدر ما يكسر من قيود في سبيل الحرية الموهومة.
كما تطرق الأستاذ الدكتور لقضية الغزو الفكري، موضحا أن تسويق المنتجات المادية لمجتمعاتنا، يصاحبه تسويق فكري، من أجل تطويع المجتمعات المسلمة على التطبيع مع الممارسات والطقوس الدخيلة، وهو ما يتم عبر تحطيم كل ما يصطدم به من خصوصيات، وأديان، وتقاليد، وأنماط معيشية.
وتابع بالقول إن وراء الآلة الاقتصادية الضخمة، من يسعى إلى تفكيك منظوماتنا الاجتماعية، في سبيل أن يتقبل المجتمع المسلم تلك المنتجات، والأفكار المشبوهة.
ومن جانب آخر ندد الدكتور الأنصاري بدعاة الحرية الموهومة، وبأساليبهم التعنيفية القاسية، ضد دينهم، ومجتمعهم، وقيمهم، وبمنطق متوحش نفعي مصلحي، لا يراعى فيه خصوصية الإنسان، وإنما ينظر فيه إلى الكسب المادي المجرد، مؤكدا أن هؤلاء سيقعون لا محالة تحت طائلة قيود أكثر توحشا، لا تعرف مجالا للرحمة، ولا للقيم، وهو ما يفضي بهم إلى انتكاسات، واضطرابات نفسية بالغة.
وشدد على أن المدى الأقصى من الحرية لن يتحقق إلا بالعبودية لله وحده، فهي وحدها التي تحرّر من كل عبودية أخرى، محذرا من أن من كسر قيد العبودية لله، فقد كبّل نفسه بكل قيود الدنيا، وسيتقلب أسيرا بين صنوف من العبودية، حيث يصبح كل شيء سيدا له، ومتحكما فيه.
ودعا الدكتور الشباب المسلم إلى الاطمئنان على حقيقة أن العلاقة الحسنة مع الله تعالى هي وحدها السبيل لتحصيل الراحة النفسية، ولا تحصل بالمكتسبات المادية، التي تتنغص حياته بفقدانها، مؤكدا على ضرورة قطع الرجاء من كل ما يشغل عن الله عز وجل، مستشهدا بقول بعض الحكماء “أنت حر مما أنت منه آيس، وعبد لما أنت فيه طامع”.
وختم بالتأكيد على أن أقصى أمد من الحرية، هو أن يضع الإنسان المسلم أمام عينيه مقياسا سليما، لمن يستحق الخضوع، وهو الله عز وجل، أو من أمر الله أن نخضع له، كالوالدين، وكالقيم الدينية، والخلقية، وبذلك سيتحرر المسلم من العبودية لكل شيء آخر. وأضاف: أن اعتماد المقاييس المضللة يوقع المسلم في شرك العبودية لهذه المقاييس، وهو ما يضطره للتنازل عن أجزاء كبيرة من حريته، في سبيل إرضاء هذه المقاييس المضللة.
المقاطع القصيرة
مفهوم الحرية والقيود التي يمكن أن تحد منها
لا وجود لحرية مطلقة
مطالب التحرر عند الشباب وما يقع فيها من انحرافات
من مظاهر الغزو الفكري الذي يستهدف المجتمع
عاقبة الانخداع بأوهام الحرية
الحرية الكاملة تتحقق في العبودية لله عز وجل
إرشادات ونصائح للتحرر من أوهام الحرية
السبيل إلى تحقيق الحرية