الشباب بين السعادة ووهم السعادة – قضايا شبابية – الحلقة 90


الملخص

تناول برنامج “قضايا شبابية” موضوع: الشباب بين السعادة، ووهم السعادة” مع فضيلة الدكتور إبراهيم الأنصاري.

في بداية اللقاء تناول الدكتور مفهوم السعادة، مشيرا إلى اختلاف الناس في هذا المفهوم، تبعا لاختلافهم فيما يعتقدون أنه الجالب للسعادة، غير أنهم مجمعون على أن السعادة شعور داخلي في نفس الإنسان، يجعله يشعر بالابتهاج والطمأنينة.

ونبّه على زيف ما تسوّله النفس البشرية من ربط السعادة، التي هي شعور داخلي بالراحة، بحصول أشياء من قبيل المال، والجمال، والمنصب، والشهرة، مدللا على أن هذه الأمور منفصلة عن ذات الإنسان من جهة، وقابلة للزوال والتغير من جهة ثانية، ومع كل ذلك قد تأتي بمشاكلها ومنغّصاتها وأتعابها.

وتابع الدكتور بالقول إن هذه الأشياء، بما يصاحبها من أتعاب، ومشاكل، توقع الإنسان في خدعة كبرى بوهم السعادة، حتى يتخيل أن الاستزادة في تحصيل هذا الأمر، ولو بوسائل غير مشروعة، هي الضامن لتحقيق هذه السعادة، في حين أنها لم تكن وسائل إلا للتعاسة والكآبة والإحباط.

وخلص في هذا السياق إلى التأكيد بأن السر الذي ينبغي للشباب التفطن له، هو أن هذه الأمور كلها وسائل وطرق قد تؤدي للسعادة، ولغيرها، على حد السواء، مؤكدا أن السعادة شعور داخلي ينبع من الإنسان، وهو وحده الذي يحوّل ما يملكه من مال، أو منصب، أو جمال، إلى أسباب للسعادة.

ولفت الدكتور جيل الشباب، إلى إدراك حقيقة أن الإنسان المرفه الذي ليس عنده مشاكل في هذه الحياة، ليس بالضرورة إنسانا سعيدا، كما أن السلامة من القلاقل لا يعني وجود السعادة أصلا، فالحياة لا تنفك عن مشاكل، ومنغّصات.

وفي حديثه عن السعادة الحقيقية، أشار إلى أنها تكمن في الصلة الدائمة بالله عز وجل، وفي البحث عن مرضاته سبحانه في اكتساب المال، وفي إنفاقه، وفي العلاقة مع الناس، مدللا على أن العلاقة الجيدة مع الله سبحانه تجعل للحياة معنى، وغاية عظمى، ويحميها من أن تكون ثقلا على صاحبها.  

ونبه الدكتور على أن هذه السعادة الحقيقية لا تنافي وجود بعض المشاكل، والمنغّصات، في هذه الحياة، غير أن تلك المشاكل لن تؤثر على السعادة، في ظل وجود العلاقة القوية بالله عز وجل، ففي خضم هذه المشاكل، يرى المسلم الحق أن العناية الإلهية أوضح وأقوى. 

ويقول الدكتور إن من أهم العوامل الضامنة للسعادة الحقيقية، هو الارتباط بالله عز وجل، والتعرف على صفاته وأسمائه، واستصحاب اليقين على أنه هو وحده مدبر هذا الكون، وكل ما يجري فيه إنما هو بأمر الله وحده، وحينئذ لن يتأثر الإنسان بما يحدث من مشاكل، وصعوبات، قد تشوش على الطمأنينة النفسية. وختم بدعوة الشباب المسلم إلى ترويض النفس على العطاء، والبذل، وخدمة الناس، وقضاء حوائجهم، مبرزا الدور الثابت بالتجربة، لهذه الخصال، في جلب السعادة النفسية، دون أن يفوّت التأكيد على أهمية التحلي بالتسامح مع الناس.

المقاطع القصيرة

مفهوم السعادة

السعادة شعور ينبع من الإنسان

وهم السعادة وحقيقتها

السعادة لا تعني وجود حياة بدون مشاكل

السعادة الحقيقية

أمور تجلب السعادة للإنسان