الملخص
تناولت حلقة (28/7/2013) من برنامج “إسلامنا وسلومنا” موضوع: “الشفاعة الحسنة”، مع الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري.
بدأ الدكتور حديثه بتعريف الشفاعة الحسنة، فقال: إن الشفاعة في اللغة مأخوذة من كلمة الشفع، التي تدل على اقتران شيئين معا، عكس الوتر، يقول الله تعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}، وفي الحديث: “اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا”، والأصل في الشفاعة أنها نابعة من خلق حب خدمة الناس، وقضاء حوائجهم ولكن ليس ببذل المال، ولا بالعطاء، ولا بالقوة البدنية، إنما تكون إعانتهم في الشفاعة ببذل الجاه، والمكانة الاجتماعية.
ونبه الدكتور على الفرق بين الشفاعة الحسنة، والشفاعة السيئة، فذكر أن الشفاعة الحسنة هي التي لا ظلم فيها، فلا تحرم أحدا من حقه، أما الشفاعة السيئة، فهي التي تضيع معها الحقوق، وذلك لكونها تمنع إيصال الحقوق لمستحقيها، وكذا إذا كانت شفاعة في حد من حدود الله عز وجل.
وفي نفس السياق تعرض الدكتور لمثالين يتضح منهما ما يجوز من الشفاعة في الحدود، وما يحظر منها.
المثال الأول: حديث المخزومية التي سرقت، وأهم قريش شأنها، فقالوا ممن يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلمه أسامة، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أتشفع في حد من حدود الله؟ ثم قام فاختطب، فقال: “إنما هلكَ الذين من قبلِكم أنَّهم كانوا إذا سرقَ فيهمُ الشَّرِيفُ تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيفُ أقاموا عليه الحدَّ، وايمُ الله، لو أن فاطمةَ بنتَ محمدٍ سرقت، لقطعتُ يَدَها”.
المثال الثاني: عن عروة بن الزبير، قال: لقي الزبير سارقاً، فشفع فيه، فقيل له: حتى يبلغ الإمام، فقال: “إذا بلغ الإمام، فلعن الله الشافع والمشفع”.
ويوضح الدكتور ما يجوز من الشفاعة، من خلال ما ورد في هذا الأثر، فقد أخذ الزبير _رضي الله عنه_ هذا السارق ممن يريد الذهاب به إلى السلطان، وبين أن الشفاعة لا تكون حين يبلغ الأمر السلطان، وتقبل قبل ذلك.
وأشار لما كان عليه أصحاب الوجاهة في المجتمع، فقال: إن الناس في الماضي كانوا يقدرون أصحاب الوجاهة، والمكانة، فلا يردون لهم طلبا، كما عهد من أهل الوجاهة، الاشتغال بالسعي في حاجات الناس، ابتغاء وجه الله، وكانوا لا يقحمون أنفسهم إلا في أمر يتحرون فيه الحق، والإصلاح، فيشفعون للمذنب؛ لتخفف عنه العقوبة، إذا رأوا منه توبة، ورجوعا عن الذنب.
واستنكر الدكتور الأنصاري ما آل إليه الحال من استغلال الوجاهة؛ للوصول إلى جر النفع، للنفس، أو للأهل، والقرابة، مشيرا لانتشار الوساطة الظالمة، التي أصبحت الوظائف تعطى فيها بحسب القرابة، والمعرفة، لا بحسب الكفاءة، والاستحقاق.
المقاطع القصيرة
الشفاعة الحسنة تعريفها وأحكام متعلقة بها
الفرق بين الشفاعة الحسنة والشفاعة السيئة
حرمة الشفاعة السيئة
ما كان عليه حال المجتمع مع أصحاب المكانة والوجاهة
الاستغلال السيء للشفاعة والوجاهة