الملخص
ناقش برنامج “قضايا شبابية” موضوع: “الشباب بين الانفتاح والتساهل” في حوار مع الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري.
بدأ الدكتور حديثه بالجواب عن مسألة الاضطرار إلى الانفتاح، وقضية التمسك بالثوابت، فقال: إن كلا القضيتين تفترض تناقضا غير موجود، بين الانفتاح على الآخر، وبين التمسك بالدين، والمبادئ.
وأوضح أن الأمة الإسلامية، منذ بداية تاريخها كانت منفتحة على الجميع، ومتمسكة بالثوابت، منبها إلى أن الانفتاح مكنها من التأثير على الآخرين.
ونصح الشباب بالتنبه لبعض الحقائق في هذا الصدد، لكي يفهموا هذا الانفتاح بتوازن، بعيدا عن التساهل، والتمييع.
الحقيقة الأولى: أن الإسلام دين عالمي، يتعامل مع الجميع، وتأثيره في الآخرين كان بالانفتاح، وليس بالانغلاق، أو الانعزال.
الحقيقة الثانية: وضع الناس اليوم يختلف عما كان عليه في الماضي، الواقع اليوم يقتضي علاقات اقتصادية، ومبادلات تجارية، وتواصل الشعوب أصبح حقيقة لا يمكن تحاشيها.
الحقيقة الثالثة: المنعزل لا يمكن أن يؤثر، ولا أن يوصل رسالة للآخرين، كما أنه مفرط في واجب أساسي، من واجبات الإسلام، وهو الدعوة إلى الله.
كما أشار الدكتور الأنصاري، للفرق بين مفهوم الانفتاح، ومفهوم التساهل، فذكر أن المقصود بالانفتاح، هو التعرف على عادات الناس، وأخلاقهم، ودينهم، والتعريف بما عندنا سواء كان في الدين، أو الأخلاق، أو العادات، مبينا أن هذا الانفتاح يكون مفيدا، ما لم يشكل خطرا على الدين، والثوابت.
أما التساهل فيعرفه الدكتور بأنه التفريط في الثوابت، منبها إلى أنه لا علاقة بين الانفتاح، والتفريط في الثوابت، فقد يكون الشخص منغلقا، وفي نفس الوقت متساهلا، ومتحللا من القيم.
وفي نفس السياق، أوضح الدكتور، ما يثار من البعض، من أن الأمة ضعيفة، وانفتاحها قد يؤدي إلى التساهل، فذكر أن هذا الأمر لا يستقيم؛ لأنه في عالم اليوم لم يعد هنالك بد من الانفتاح، وقضية الانغلاق أصبحت متجاوزة، والأمة يوجد فيها أصحاب المبادئ، المتمسكين بالثوابت، مشيرا إلى أنه يمكن قبول أن يكون خيار الانغلاق خيارا فرديا، لكن لا يمكن القبول به بوصفه خيار أمة.
ويضيف: المطلوب، أن نكون أكثر مسؤولية، تجاه ديننا، وقيمنا، وثوابتنا، وأن ننفتح على العالم، ونقدم ما لدينا بشكل إيجابي.
أما بخصوص حدود الانفتاح، والتساهل، فيقول الدكتور: إن الانفتاح أصبح لا حدود له، ومن الأمور الذي تفرضه واقع الحياة اليوم، لكن يجب أن لا يؤثر على القيم، والمبادئ، ويبقى مقبولا ما لم يصادم العادات، والتقاليد، فهذه هي الحدود التي يجب أن يقف عندها.
وبالنسبة للتساهل، فيرى أن حدوده يجب أن تقف عند التمسك بالمبادئ، القطعية، الضرورية، التي تشكل العلاقة الجامعة للمجتمع، سواء كانت متعلقة بالدين، أو الأخلاق، أو أي ممارسة رابطة، تجمع المجتمع.
وتحدث الدكتور عن الانفتاح، وقضية التمسك بالهوية، فأشار إلى أن الانفتاح مجال مهم، لعرض الهوية، مؤكدا على أنه لا تناقض بين الانفتاح، والتمسك بالمبادئ.
ويقول الدكتور: إن معظم البلاء الذي يتهدد الأمة هو من عدم فهم العلاقة، بين الانفتاح، والحفاظ على الهوية، وهو ما جعل كثيرا من الشباب في إشكالية كبيرة، إما أنهم يعيشون في انغلاق، ويرون الانفتاح خطرا يهددهم، أو أنهم يعيشون في انفتاح، ويرون دينهم وهويتهم، مقيدة لهم، منبها إن كلا النظريتين خاطئة، وأن القضية يجب أن ينظر إليها بتوازن، يجعلنا ندخل دائرة التأثير، في هذه العالم بثقافته، وعاداته، والاستفادة من الفرص، التي يتيحها هذا الانفتاح. وخلص إلى أن ذلك يكون بالانفتاح على الآخر، والتعرف على ثقافته، والتعامل معها بإيجابية، والتمسك بالهوية، وعدم التساهل في الثوابت.
المقاطع القصيرة
لماذا نحن مضطرون للانفتاح؟ ولماذا لا نتمسك بالثوابت؟
الفرق بين الانفتاح والتساهل
مفهوم التساهل
مسألة ضعف الأمة والقول إن ذلك يؤدي للتساهل
حدود الانفتاح والتساهل
الانفتاح والتمسك بالهوية
الانفتاح غير المنضبط وآثاره السيئة