المنظور الشرعي والاجتماعي للجمال – برنامج المطوع


الملخص

استضاف “برنامج المطوع”، الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، للمشاركة في الحلقة الأسبوعية (9/5/2014)، التي كانت بموضوع: “المنظور الشرعي والاجتماعي للجمال”.

في بداية الحلقة، أوضح الدكتور، مفهوم الجمال، فذكر أنه الأمر الذي تنشرح له النفوس، وتسر به، سواء كان متعلقا بالشكل، أو بالطبع.

وقسم الجمال، إلى صنفين: جمال في الشكل، وجمال في الروح، مشيرا إلى أن كلا منهما، فيه ما هو فطري، وما هو مكتسب.

ونبه الدكتور الأنصاري إلى أن الاهتمام بجمال الظاهر، يجب أن لا يكون على حساب الباطن، فأشار إلى ما شاع في هذا العصر من اعتناء بالجمال الظاهري، ووضع مواصفات خاصة لذلك، وصلت ببعض الناس إلى حد فقد الثقة في أشكالهم، وما آتاهم الله من جمال، فغيروا خلق الله، بعمليات التجميل، ونحوها من أعمال الزينة.

ويقول الدكتور في هذا المعنى أيضا: إن الإنسان إذا كان قمة ما يسعى له هو الاهتمام بالشكل، فإنه قد يخسر جماله الداخلي، الذي فيه دماثة خلقه، وتواضعه، وانبساط نفسه؛ لذلك على الإنسان استكمال الجمال الباطني، الذي هو رأس ماله.

وتحدث الدكتور عن صور من الجمال في الخطاب القرآني، فقال: إن من قلب النظر في آيات القرآن الكريم يشعر أنه يأخذ بمجامع القلب، من ذلك قول الله تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ}، وقول الله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ}، وقول الله تعالى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}، فكلها تلفت النظر لبعض المعاني الجمالية في هذا الكون، ووصف إبداع الله عز وجل فيه.

وفي آية أخرى، تتناول تكليم الله عز وجل لموسى عليه السلام، يقول الله تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا}، تشير هذه الآية لجلال الله تعالى، فالجبل لم يستطع البقاء أمام هذا الموقف.

ويشير لمعنى آخر من المعاني الجمالية في القرآن الكريم، في قول الله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}، يقول الدكتور معلقا على الآية: إن إبراهيم عليه السلام، رزق بهذا الولد على كبر، ولما بلغ مرحلة السعي، وتمكن حبه من القلب، جاء الأمر بذبحه، وهو أمر صعب على النفس، لا بد له من إيمان راسخ، وهذا من أعلى درجات جمال الروح، أن يتخلى الإنسان عن كل صفاته الأرضية، ويتعلق بأوامر الله عز وجل، مضيفا بأن القرآن الكريم يملأ النفس الإنسانية بشحنات من القوة ،والجمال، والعزة، وهو أمر لا يوجد إلا في القرآن الكريم. وختم بالتنبيه على كمال خلق النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر أن الله عز وجل ميز النبي صلى الله عليه وسلم، بجمال الظاهر، وجمال الباطن، مشيرا لمهابة النبي صلى الله عليه وسلم وتواضعه، وحسن تعامله مع الناس، الذي يناله المسلم والكافر، ثم قال: إنه يكفي من وصف كريم خلقه صلى الله عليه وسلم، ما وصفه به الله عز وجل، في القرآن الكريم، في قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.

المقاطع القصيرة

مفهوم الجمال وما يقصد بالجمال الظاهري والجمال الباطني

الاهتمام بجمال الظاهر يجب أن لا يكون على حساب جمال الباطن

من صور الجمال في الخطاب القرآني

كمال خلق النبي صلى الله عليه وسلم