الملخص
تناول الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، موضوع: “النظام والانتظام”، في حديث عبر برنامج “إسلامنا وسلومنا” في حلقة (29/7/2013).
تعرض الدكتور في البداية لمفهوم النظام، فقال: إن كلمة النظام، والتنظيم، تأتي في اللغة من مادة نظم، يقال نظم العقد، وانتظم الخرز، في المسبحة، إذا اصطفت جميع الحبات في نسق، ونظام واحد، والالتزام بالنظام والتقيد به سلوك نابع من تطبع الإنسان عليه، لفترة طويلة، حتى يعتاده، يتطبع على الخضوع للأنظمة، والتعليمات، وتشكل في وجدانه، وضميره، قناعات بأن هذا النظام يحقق المصلحة له، ولأبنائه، أو لأسرته.
وأشار الدكتور لمظاهر النظام في العبادات، فذكر أن من تتبع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف يجد معالم النظام واضحة، في الهيئات، والأوقات، والأعداد، والشروط، وفي تفاصيل كل عبادة، مضيفا بأن هذا الدين مبني على أركان خمسة: الشهادة، والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، وكل عبادة من هذه العبادات لها قوانين، وأحكام، وشروط، لا تصح إلا بها.
وضرب على ذلك مثلا بعبادة الصلاة، فقال: إن الصلاة لها أوقات محددة، لا تصح قبلها، وإذا أديت بعدها كانت قضاء، وهذا يغرس في النفس احترام الوقت، والصلاة كذلك لها ركعات محددة، لا يجوز فيها الزيادة، ولا النقصان، وهذا يغرس في الإنسان اتباع التعليمات.
وقال أيضا في نفس السياق: الصلاة لها اتجاه معين، لا تصح إلا به، وإذا صليت جماعة فإن الصلاة لها قائد يسمى الإمام، ولها ممارسة ترسخ أن يكون أمر الناس دائما مجتمع على قائد واحد، ومهما كثر عدد الجماعة لا تزيد الصلاة عن إمام واحد، والإمام لا يصح أن يسبق؛ لكي يغرس في النفوس اتباع الإمام وطاعته، ولكي تنتظم بذلك حياة الناس.
ونبه إلى أن الصوم يربي على النظام، بجمعه للأمة كلها في مشارق الأرض، ومغاربها، على فعل واحد، يلتزم الناس به، فلا أكل، ولا شرب، من طلوع الفجر، إلى غروب الشمس، مشيرا كذلك للجانب التربوي في هذه العبادة، بامتناع الصائم عن المشاتمة، والسب، ومداومته على قراءة القرآن الكريم، وحرصه على صلاة القيام، وكلها أمور تربي على النظام.
مما ذكره الدكتور كذلك، اعتناء المجتمع في الماضي بثقافة النظام، فقال: إن الأجداد كانوا على جانب كبير من الالتزام بالنظام، فلم تكن حياتهم حياة فوضى، واضطراب، فكل زاوية من زوايا حياتهم كانت معمورة بالنظام، والترتيب، لهم قيادة تحيطهم _ حسب قدرتها _ بالرعاية والحماية، ويحيطونها بالثقة والنصرة، وكان للعالم، مكانة هامة، فهو الذي يعلمهم أحكام الدين، فكان لكلامه وقع، يطاع، ولا يخالف؛ لأنهم إنما يطيعونه تعبدا لربهم سبحانه وتعالى، وفي كل حي، أو قبيلة هناك كبير يرجع إليه، لا يتجاوز رأيه، ولا يخالف، يأمرهم بالحرب فيطيعون، ويأمرهم بالسلم فيطيعون، إلى غير من مسائل في هذا الصدد تعرض لها الدكتور.
كما وجه نصيحة للشباب حثهم فيها على احترام النظام والقانون، بغض النظر عن بساطته وبدائيته، منبها إلى أن النظام حتى وإن كان عرفيا، فإنه يؤتي ثماره في تنظيم المجتمع، وحفظ مصالح الناس، إذا وجد من يطبقه، ويحترمه.
وذكر كذلك بأنه إذا لم يجد من يطبقه، ويحترمه، فإنه لا يفيد، ولا يؤتي ثماره، مهما كان تطور هذا النظام. واستنكر الدكتور الأنصاري ما يلاحظ من خرق الشباب للنظام، مذكرا بأن أجهزة الدولة تبذل جهودا كبيرة في وضع القوانين، وتوضيحها، ومحذرا في الوقت ذاته من إشاعة هذه المظاهر المتخلفة، المخالفة للقانون، والتي تهدد سلامة الناس، وتضر بمصالحهم.
المقاطع القصيرة
مفهوم النظام
من مظاهر النظام في الصلاة
أحكام الإسلام تربي على النظام
ما كان عليه نظام المجتمع في الماضي
نصيحة للشباب في التنبيه على أهمية احترام النظام والقانون
توجيه للشباب في مسألة النظام