آفات الشهرة – خطبة الجمعة ١٣ رجب ١٤٣٩هـ


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة، عن “آفات الشهرة”.

بدأ الدكتور ببيان ما وقع من اختلال في المفاهيم، في هذا العصر، فقال: إن من المفاهيم المختلة في هذا العصر، الخلط بين صوابية العمل، وبين شهرته، وتلقي الناس له، بعض الأعمال يتناقلها الناس، وتشتهر، لكن هذا لا يعني أن هذه الأعمال صوابا؛ لأنها اشتهرت عند الناس، فهذا المفهوم من المفاهيم التي اختلت في هذا العصر كثيرا.

وأضاف الدكتور: كثير من الشباب يأتي بأعمال غريبة، وشاذة، بقصد لفت الأنظار، ومن أجل أن يشتهر، ويذكره الناس، أفعال شتى نراها، في قيادة السيارات، وفي المشي في الأسواق، وفي التعامل مع الناس، ومما زاد الطين بلة، ما توفره الأدوات الحديثة، ووسائل التواصل، من قدرة على شيوع هذه الأمور، وانتشارها، حتى أصبح الشباب يتنافسون في هذه الأفعال، وتوثيقها، منبها إلى أن الخطورة في هذا هو ما يقع من اندفاع، وانجرار، وراء جذب أنظار الناس، وطغيان لآفة الشهرة، وجعلها معيارا للصواب، والخطأ.

وأكد الدكتور الأنصاري على هذا المعنى، فأشار لما يحدث في وسائل التواصل الاجتماعي من جعل معيار النجاح هو نسبة المشاهدات، للمقطع المنشور، وجعل صاحب المقطع ممن تفتح لهم الأبواب، ويتسابق للسلام عليهم، والتصوير معهم، ولو كان ما ينشر سخيفا، تافها، لا يستحق المشاهدة.

ويقول الدكتور: إن هذه الآفة انتشرت في كثير من الشباب، فأصبحوا يتهافتون تهافت الفراش على مثل هذه الأعمال، كل يحاول أن يصور مقطعا غريبا، تافها، وينشره بين الناس، ثم يستجدي الإعجاب، لكي ينتشر مقطعه، بل لم تقتصر الآفة على الشباب، فقد
رأينا رجالا، ونساء، كبارا في السن، وربما وصلوا حد الشيخوخة، يصورون مقاطع تافهة، مليئة بالبذاءة، وقلة الحياء، من أجل جمع المشاهدات.

ونبه إلى أن مقصوده ليس أن يمتنع الشباب من هذه الأفعال تماما، فالشباب مرحلة تتسم بالاندفاع والمغامرة، لكن المقصود أن يدرك الشاب الفرق بين العمل الصالح، المرضي عند الله عز وجل، والعمل الشاذ، الذي يجلب سخط الله تعالى، حتى وإن أعجب به الناس.

وقال أيضا: يجب على الشاب أن يصحح معياره، فيعرف أن العمل النافع للمجتمع، هو العمل الذي يرضي الله عز وجل، وإن لم يعلم به أحد، ولم يشتهر، فإذا تصحح عنده هذا المعيار، فحري به أن لا تصدر منه إلا الأعمال الصالحة.

وختم بالتنبيه إلى أن طريق العلاقة بالله عز وجل، يستدعي لمن يسلكه، ويرتقي فيه، إلى ابتعاد مقنن، ومنظم، عن الشهرة، ويحتاج بالضرورة من الشاب أن يخفي بعض أعماله، وخصوصا ما يتعلق منها بجانب العلاقة بالله عز وجل، فيعجل منها ما هو ظاهر بين الناس، حتى يذكره الناس بخير، فيشهدون له بحضور المساجد، والصلوات، وبعض منها خاص بينه وبين الله سبحانه، وهذا هو الذي يصلح قلبه، ويصحح سيره، ويجعل عمله عند الله عز وجل مقبولا.

المقاطع القصيرة

من المفاهيم المختلة في عصرنا

من آفات وسائل التواصل الحديثة

نصيحة للشباب بخصوص الشهرة

الصلة بالأبناء وضرورة نصحهم