الشباب وإدارة الغضب – قضايا شبابية – الحلقة 74


الملخص

ناقش برنامج “قضايا شبابية” موضوع: “الشباب وإدارة الغضب”، في حوار مع الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري.

استهل الدكتور حديثه ببيان معنى الشعور بالغضب، فقال: إن الشعور بالغضب انفعال سلبي، يحدث للإنسان، فيثيره، ويجعله ينقبض.

وأشار الدكتور للأسباب التي تبعث الغضب في النفس، فذكر أن منها ما هو منطقي، ومنها ما هو غير منطقي، موضحا بأن الأسباب المنطقية هي التي يشعر الإنسان أنها ذات قيمة، مثل: الدين، والوالدين، والوطن، والمكانة الاجتماعية، ونحو ذلك.

أما الأسباب غير المنطقية، فبين أنها هي التي تعطي قيمة، غير حقيقية، لشيء ما، وأن الغضب فيها غير مبرر، وقد يكون زائدا عن الحد، مثل جعل انتقاص فريق معين يستوجب الغضب، وشتم الآخرين، ونحو ذلك.

وأكد الدكتور الأنصاري على مسألة فهم الغضب، وقضية التحكم فيه، فقال: إن الإنسان إذا لم يسيطر على نفسه، ويتحكم في غضبه، فإن ذلك قد يؤدي به إلى الوقوع في الخطأ، مشيرا إلى أن الغضب مثل الشخص الذي يتكلم، فذكر في هذا الصدد حكاية القرآن الكريم لإلقاء موسى عليه السلام، للألواح، الوارد في قول الله تعالى: {وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الألْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ}، منبها على لطيفة في الآية الكريمة، وهي تصوير الغضب وكأنه يتكلم، ويسكت.

ويضيف بأن الإنسان تحت ضغط الغضب نادرا ما تكون تصرفاته منضبطة، فإذا ما فهم الغضب، أمكن التحكم فيه.

وتعرض الدكتور كذلك لبعض مساوئ الغضب، فقال: إن من ينساق خلف الغضب، قد يصل لأمور لا تحمد عقباها؛ لأن من يستجيب لدواعي الغضب، يقع في مصائب كبرى، وما أخبار الجنايات، وما يحدث في دوائر المحاكم، إلا أثر لهذه الثقافة.

من ذلك أيضا الكلام الجارح الذي قد يتفوه به المرء، تجاه الناس، أو حتى ضد أحد أفراد أسرته، ما هو إلا نتيجة لانفعال مبالغ فيه، قد يصل بالإنسان إلى أضرار لا يمكن إصلاحها.

مما ذكره الدكتور كذلك أن دوافع الغضب يمكن أن يحولها الإنسان إلى طاقة إيجابية، وتتلخص هذه القضية عنده في الآتي:

أولا: أن الإنسان إذا تعرض لما يثيره، ويدفعه إلى الغضب، عليه أن يفكر في مسألة النجاح، فهذا الذي يغضبك بالشتم، أو بالسخرية، والاستهزاء، إما أنه إنسان لا هدف له، يمر بالناس فيرميهم بالسباب، والكلام البذيء، أو شخص له هدف، لكن في كلتا الحالتين لا فائدة من الدخول في مثل هذا النزاع، لكن يمكن تحويل الأمر إلى نجاح، بمعنى أن من يسيء إليك في مجال معين، فبدل الانفعال، أو الغضب، يكون التركيز على النجاح في ذلك المجال، وترك مثيرات الغضب، وبذلك نحول الغضب إلى طاقة إيجابية.

الثاني: الغضب انحطاط في الخلق، وكذلك الاستجابة لدوافع الغضب انحطاط هي كذلك، والتفوق الخلقي يكون في رد الفعل الراقي، فرد الفعل المنضبط يظهر تميز الإنسان في هذا الأمر.

الثالث: قضية الإنصاف عند الغضب، فينبغي للإنسان أن يدرب نفسه، على أن إنصاف الناس، واستحضار ما لهم حسنات، وبهذا يتحقق التفوق الخلقي.

الرابع: خصلة عظيمة يحبها الله عز وجل، لا تتحقق إلا في موافق الغضب، وهي الحلم، والحلم مرتبة عظيمة تجعل من يتسم بها يستوعب الناس.

المقاطع القصيرة

معنى الشعور بالغضب وكيف يحدث؟

أسباب تبعث الغضب في النفس

طريقة للتحكم في النفس والسيطرة على الغضب

من مساوئ الغضب

كيفية التحكم في الغضب

كيف نحول ما يثير الغضب إلى طاقة إيجابية؟

ما يجب أن يكون عليه الغضب لله تعالى