الملخص
تناول برنامج قضايا شبابية، موضوع: “الشباب بين عادات الاستهلاك ووهم التجديد”، في حوار مع الدكتور إبراهيم الأنصاري.
استهل الدكتور حديثه ببيان ما يقصد بعادة الاستهلاك، وعادة التجديد، فقال: إن عادة الاستهلاك سلوك بشري، طبيعي، قائمة على الرغبة في استبدال الأشياء الموجودة، بأخرى جديدة، بقصد التبديل، والتجديد.
وأما التجديد فمعناه إحداث تحسينات في الأشياء القديمة، بجعلها صالحة للاستخدام مرة أخرى.
ونبه الدكتور الأنصاري على مخاطر شيوع ثقافة الاستهلاك، فذكر أن شيوع ثقافة الاستهلاك فيه مخاطر عديدة:
أولها: تحول المجتمع إلى مجتمع استهلاكي، وهو ما ينهك الاقتصاد، ويستنزف الموارد.
ثانيها: شيوع ثقافة الاستهلاك، يضيع موارد كثيرة، ويعطل الاستفادة منها.
ثالثها: شيوع هذه الثقافة، يدفع الناس للبحث عن أشياء غير ضرورية.
وحول سؤال عن ثقافة الاستهلاك، وهل تشمل الأفكار والقيم؟ قال الدكتور: إن ثقافة الاستهلاك تدخل في الأفكار، والمبادئ، بشكل خفي لا ينتبه له الإنسان، فهذا الهوس في البحث عن الجديد قد يلمس فيه اتهام للعادات، والتقاليد، بل قد يصل للدين، وذلك بعناوين براقة مثل: التقدم، والتطور، والحرية، والنجاح … وخطورة هذا أنه يضرب أسس الدين، والأخلاق، ويهدد المجتمع بالتفكك، والانحلال.
وتعرض الدكتور للجانب السلبي في استهلاك الأفكار، فنبه على ما يحدث من استنزاف فكري للمجتمع، بأنشطة ثقافية، ليس لها أي ضرورة، ولا تنعكس إيجابا على المجتمع، مشيرا لما يظهر من أعمال في البلاد العربية، والمسلمة، أغلبها مشاريع فكرية مكررة، وفارغة المضمون.
وأشار إلى أن علاج ظاهرة استهلاك الأفكار، يكون بعمل الشباب على تطوير حياتهم، سواء في ذلك الجانب الفكري منها، أو المادي، أو القيمي، بما يتوافق مع متطلبات العصر، ويحافظ على المبادئ، والأفكار، التي تشكل وحدة المجتمع، والأمة، مؤكدا على العمل الجاد، الذي يضمن تفعيل هذه المبادئ، والأفكار، في حياة الناس.
وختم الدكتور بالتنبيه على ما يعين الشباب على التمييز بين الأفكار الإيجابية، والأفكار السلبية، فركز على معايير في هذا الصدد، من أهمها:
أولا: مبادئ الدين، التي جاءت في الكتاب والسنة الصحيحة، فهذا معيار يحكم به على العادات والتقاليد، وما يجوز الأخذ به منها، وما يمنع منها، وينطبق هذا أيضا على ما يفد إلينا من الآخرين.
ثانيا: القيم والمبادئ التي يتوافق عليها المجتمع، فهذا معيار آخر، لا يقل أهمية عن معيار الدين، بل هو من ضمنه.
ثالثا: الأمور المختلف فيها، أو التي تثير جدلا، وهذه تحتاج أن يكون لدى المجتمع من الوسائل ما يؤهله، لطرحها في نقاش هادئ، وإذا وجدت الآلية لذلك، فيمكن تجاوز كثير من الخلافات، وهو ما يضمن تماسك المجتمع، وفي نفس الوقت المحافظة على هويته. رابعا: ليس كل خلاف عبر وسائل التواصل الحديثة، يعتبر خلافا معتبرا، لكن ينبغي أن يتعامل مع المخالف، بما يناسب موقفه، وكذلك يجب وضع الآليات التي يمكن بها تجنب الأمور الضارة، والأخذ بالمسائل النافعة.
المقاطع القصيرة
عادة الاستهلاك وعادة التجديد
من مخاطر شيوع ثقافة الاستهلاك
هل تدخل الأفكار والقيم في ثقافة الاستهلاك؟
الجانب السلبي في استهلاك الأفكار
لا حرج في استجلاب الأفكار النافعة ما لم تتعارض مع مبادئ المجتمع
كيف يميز الشباب بين عادات المجتمع الأصيلة وبين العادات الوافدة الدخيلة؟