الملخص
تناول الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، موضوع: “الوفاء بالوعد”، في حديث عبر برنامج “إسلامنا وسلومنا” في حلقة (07/08/2013).
استهل الدكتور حديثه بحث القرآن الكريم على الوفاء بالعهد، في قول الله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا}، [الأنعام: 152] وقوله تعالى: {الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ} [الرعد: 20]، وقوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا} [مريم: 54]، وقول الله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ، وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}[الأحزاب: 24].
وذكر كذلك في هذا السياق، ما ورد في الحديث عن الوفاء بالعهد، مثل حديث مسلم عن حذيفة بن اليمان قال: ما منعنى أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي –حسيل – قال فأخذنا كفار قريش قالوا إنكم تريدون محمدا ؟ فقلنا ما نريده ما نريد إلا المدينة فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر فقال «انصرفا نفي بعهدهم ونستعين الله عليهم».
وما رواه أبو داود عن أبي رافع _رضي الله عنه_ قال بعثتني قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ألقي في قلبي الإسلام، فقلت: يا رسول الله إني والله لا أرجع إليهم أبدا فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: « إني لا أخيس بالعهد ولا أحبس البرد ولكن ارجع فإن كان في نفسك الذي في نفسك الآن فارجع» قال فذهبت ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت.
ونبه الدكتور إلى أن من يأخذ أموال الناس يريد أداءها، فإن الله عز وجل يعينه على ذلك، للحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله”.
وأكد الدكتور على وجوب الوفاء بالعقود، فقال: إن الإنسان في حياته مرتبط بعقود، في العمل، وبعقود في الحياة الزوجية، وأهم عقد وأعظمه عقد العبودية لله عز وجل، منبها إلى أن الإنسان مطالب بالوفاء بما يتعلق به من عقود؛ لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}.
وقال الدكتور: إن الإخلال بالعقود، يجب أن لا يعالج بالتحايل، واللف، والدوران، بل يكون بالاعتذار، والتراجع، وإصلاح ما وقع من خطأ، وإذا كان متعلقا بعهد مع الله عز وجل، فيجب أن يعالج بالتوبة، والاستغفار، وإخلاص النية. وأشار لأهمية الوفاء بالوعود، التي تعطى للصغار؛ لأن ذلك يغرس في نفوسهم قيمة الوفاء، محذرا من خلف الوعد معهم؛ لكونه يهون من قيمة العهود والمواثيق لديهم، ثم أوضح ما يجب أن يتعامل به مع إلحاحهم، وطلباتهم، التي قد تتعذر الاستجابة لها؛ بسبب الانشغال، أو النسيان، فبين أن ذلك يكون بالاعتذار، وعدم التعهد، بما لا يقدر عليه، معللا لهم في الوقت ذاته سبب ذلك.
المقاطع القصيرة
الوفاء بالوعد من صفات أهل الإيمان
وفاء السموأل
من أخذ أموال الناس يريد أداءها
وجوب الوفاء بالعقود
حفظ العهود واستصحاب ثقافة الاعتذار
الحث على الوفاء وحسن العهد