الملخص
ناقش “برنامج قضايا شبابية”، موضوع: “الشباب ومعركة الشهوة” في حوار مع الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري.
نبه الدكتور في البداية على المقصود بالشهوة، فقال: إن المقصود بها الميل الغريزي، الذي ركبه الله عز وجل في جميع المخلوقات.
وبين أن من مقاصد الشهوة إعمار الكون، وبقاء الجنس البشري، حتى يقوم بالمهمة التي خلقه الله عز وجل من أجلها، وهي عبادته سبحانه وتعالى، منبها إلى أن هذه الشهوة قد تكون في الخير، وقد تكون في الشر.
ويقول الدكتور: إن الشهوة تكون في الخير، إذا كانت وفق ضوابط الشرع، وهو ما يجعلها تبني الرحمة، والمودة، في المجتمعات الإنسانية، يقول الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}. وتكون في الشر، حين تصبح مجالا للفساد، والاعتداء، على الأعراض، وهو ما نراه في أماكن كثيرة من هذا العالم.
كما أكد الدكتور الأنصاري على أن الشهوة خلقت في الإنسان لهدف، وغرض محدد، واستعمالها بما يخالف ذلك، محرم شرعا، منبها إلى أن لها طريقا واحدا، وهو الزواج الشرعي، الذي يكون به حفظ النسل، وبناء المودة.
وتناول الدكتور بعض المسائل التي تثار حول الحب، والعلاقات المحرمة، من ذلك ما يقال بأن المودة قد تحصل بدون زواج، ودليل ذلك قصص الحب الكثيرة، التي تحدث بين الشباب، وقصص الحب العالمية، التي كتبت عنها الروايات، وكان جواب الدكتور عن هذا، بأن الحب المذكور مرتبط بالشهوة، وليس شعورا بالحب نفسه، ويمكن أن يسمى حب القصص، والروايات، فالحب الحقيقي هو العطاء بدون مقابل، وليس بجلب الهدايا، ونحوها، وكذا ما يحصل من مواعيد محرمة، فإن المقصود به إرضاء الشهوة، والتطلع للأخذ، وليس للعطاء. أما الحب الحقيقي الذي تنشأ منه المودة، والرحمة، فيكون في جو يلتزم فيه كل طرف بحقوق الناس المحيطين به، مثل الآباء، والأطفال، ونحو ذلك، وهذا لا يوجد في العلاقات المحرمة.
أما المسألة الثانية التي يثيرها الشباب، كيف يمكن للشاب أن ينتظر، ويمسك نفسه عن الشهوة، حتى يتزوج؟ وجواب الدكتور عن هذه المسألة، أن هذا بيد المجتمع أولا، بمعنى أنه بيد أولياء الأمور، ومؤسسات المجتمع، وهو كذلك بيد الشباب أيضا، بمعنى أن عليهم، فهم أنفسهم، والتعامل في ذلك بحكمة، مشيرا لبعض القضايا في هذا الصدد:
أولها: الابتعاد عن مواطن الشهوات، والشبهات.
ثانيها: القيام بأعمال تعود على الإنسان بالنفع، وتجعله متحكما في شهوته.
ثالثها: تقوية جانب العلاقة بالله عز وجل، وهو أهم ما يمكن أن يعصم الإنسان في جانب الشهوة.
وختم الدكتور كلامه بتوجيه نصيحة، بين أنها تقي الشباب من طريق الانحراف، فقال: إن جانب التخويف، والتحريم، الذي يتبعه بعض الدعاة، لا يكفي لثني الشباب عن طريق الشهوة، فقضية الشهوة قد تصل لمرحلة يفقد فيها الشاب تصرفاته، وهو ما يزال في بداية الانحراف، وهنا يحتاج من الواعظ أن لا ينفر من يدعوهم، بل عليه أن يبين لهم أن الطريق إلى الله عز وجل قريب، من أجل أن لا يقع التمادى منهم، وليراجعوا مسيرتهم، بالإقلاع، والتوبة، والعودة إلى الله عز وجل.
وذكر الدكتور أن هناك صراع دائم في نفس الإنسان، فإن كانت محبة الله عز وجل متمكنة من القلب، فإن هذا يؤدي إلى فعل الطاعات، وتكون الروح مشرقة، والنفس مطمئنة، أما إذا تمكن الهوى، والشيطان، من النفس، فإن الأعمال الشيطانية، الشهوانية، هي التي تبدأ تراود، وربما تحصل معها لذة مؤقتة، يشعر معها المرء بظلام في الروح، وثقل عن الطاعة.
وخلص الدكتور إلى أن المسؤولية في هذا تقع في المقام الأول، على الشباب فإما أن يعملوا على جعل محبة الله عز وجل متمكنة من قلوبهم، وأن يرجعوا كلما كان هنالك إحساس بالابتعاد عنها، أو يستسلموا لطريق الشيطان، مؤكدا على أن الخيار لهم في قضية الشهوة، وأن المعركة معركتهم، وليست معركة أحد سواهم.
المقاطع القصيرة
ما المقصود بالشهوة؟ وهل هي خير أو شر؟
ما يلزم التعامل به مع الشهوة
ضبط الشرع للشهوة والرد على شبهات في الحب
نصيحة في سبيل وقاية الشباب من طريق الانحراف