دعاء الوالدين – قضايا شبابية – الحلقة 72


الملخص

تناول برنامج “قضايا شبابية” موضوع: “دعاء الوالدين”، في حوار مع الدكتور إبراهيم الأنصاري.

استهل الدكتور حديثه بمسألة الدعاء بطلب الولد، فذكر أن طلب الذرية فطرة بشرية، مغروسة في نفس كل إنسان، حاثا على الدعاء بهذا المطلب، الذي بين أنه يجب أن لا يقتصر على مجرد حصول الذرية، بل ينبغي أن يكون المقصد فيه هو الذرية الطيبة.

 وأشار لدعاء زكريا عليه السلام، الذي حكاه القرآن الكريم، في قوله تعالى: {رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شِيبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا}، منبها إلى أن هذا الدعاء فيه توسل بعمله: {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا}.

ويضيف الدكتور أن هذا الدعاء، يبين السبب الذي من أجله سأل زكريا عليه السلام الذرية، يقول الله تعالى: { وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6)}، فزكريا يخشى أن يضيع ميراث النبوة من بعده، ولا يوجد من يتولاه ويقوم عليه، أحسن قيام؛ ولذلك قال فيما حكاه القرآن: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثني وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا}.

وتعرض الدكتور في هذا السياق لدعاء إبراهيم عليه السلام، وسؤاله الولد، وقد تقدم به العمر، مشيرا إلى تشابه قصته، مع قصة زكريا، فقد كانت امرأة كل منهما لا تلد؛ لكبر سنهما، يقول الله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَاوَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72)}.

وتناول الدكتور التعليق على قول الله تعالى: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40)}، فقال: إن هذا المقطع مؤثر، فقد ترك إبراهيم عليه السلام زوجه هاجر، وابنه إسماعيل عليه السلام، في مكان منقطع عن الناس، فجاء هذا الدعاء، وهذا الطلب المشفق، وقد سبق بدعاء آخر، سأل الله سبحانه فيه بأن يجنبه، وبنيه، من عبادة الأصنام.

ويقدم إبراهيم عليه السلام هذا الرجاء، وإظهار التذلل، والالتجاء، بعد امتثاله لأمر الله عز وجل بسكنه في واد مقفر، لا زرع فيه.

ويضيف الدكتور في تعليقه على الآيات، لافتا النظر لمعنى مهم، وهو أن الإنسان قد يدعو بالذرية، أو بتحقيق مطلب معين، ثم يستجاب دعاءه، فعليه في هذا الحال أن لا ينسى حمد الله عز وجل، والثناء عليه، على بلوغ هذا المطلب، مشيرا لفعل إبراهيم عليه السلام الذي حكاه القرآن الكريم، يقول الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهْبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّيَ لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ}.

مما ذكر الدكتور أيضا في هذا الحوار، مسألة دعاء الأبناء للوالدين، فنبه إلى أنه توجد دلائل كثيرة على هذا في القرآن الكريم، من ذلك دعاء نوح عليه السلام لوالديه، يقول الله تعالى: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}، وكذلك دعاء إبراهيم عليه السلام، وهو المحكي عنه في قوله تعالى: {وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ}، منبها إلى أن هذا الاستغفار رجع عنه إبراهيم عليه السلام، كما قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ}.

 وأوضح إن الإنسان مادام عنده أمل في استجابة الدعاء، فإنه يدعو، فقضية التقرب إلى الله عز وجل بالدعاء للوالدين قضية مهمة، وهي اعتراف بالفضل لله عز وجل أولا، بأن وهب هذين الوالدين، ثم اعتراف بالفضل للوالدين، مؤكدا على أن القرآن الكريم دل على هذا الأمر، وأرشد إليه.

مسألة أخرى في نفس السياق نبه عليها الدكتور، وهي أن من يقاسي حجم التعب، في تربية الأبناء، يشعره ذلك بقيمة الأبوين، مما يدفعه للدعاء لهما. وختم الدكتور كلامه بالإشارة لثمرات الدعاء، فقال: إن أهم ثمرة في الدعاء هي تقوية الصلة بالله عز وجل، وهذه الصلة لا تكون إلا لمن يدمن رفع يديه بالدعاء، ومن هذه الثمرات أيضا نيل المطلوب في هذا الدعاء، فإذا لم يتحقق هذا المطلوب، فإنه يحصل على ما هو أفضل منه، مما يدخر له الله سبحانه، أو يدفع عنه من الشر بأفضل مما سأل.

المقاطع القصيرة

الدعاء بطلب الولد

تعليق على قول الله تعالى: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا}

الدعاء بالذرية الطيبة

هل يمكن لغير المتزوج الدعاء بطلب الذرية الطيبة؟

التعليق على قول الله تعالى: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ}

دعاء الأبناء للوالدين في القرآن الكريم

من ثمرات الدعاء