من خدع النفس – خطبة الجمعة ٨ ربيع الأول ١٤٤٠هـ


الملخص

   تعرض الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة، لحيل نفسية تصيب الإنسان، فقال إن كثيرا من الناس تحت وطأة الشعور بالذنب، يلجأون إلى حيل نفسية، بغير شعور منهم، فإذا لم يعالجوا أنفسهم، صار هذا الأمر شعورا طبيعيا، يثقل معه العودة إلى طريق الحق.

  وقد استعرض الدكتور هذه الحيل التي يلزم الحذر منها، وأولها: تسويف التوبة والاستغفار، يقول الدكتور: إن هذه الحيلة تحدث؛ لأن التوبة اعتراف بالذنب والتقصير، وهذا الاعتراف يسبب الشعور باستثقال الذنب، فيترك الإنسان التوبة، حتى يخفف عن نفسه هذا الشعور، ودواء ذلك أن إقرار الإنسان دائما بذنبه، وتقصيره.

الثانية:التساهل في الذنوب، وينبه إلى أن التساهل يبدأ بالصغائر، والاجتراء عليها، ثم يجره ذلك إلى التساهل في الكبائر _ والعياذ بالله_ مذكرا بأن العلاج في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.

أما الثالثة، من هذه الحيل، التي تكلم عنها الدكتور، فهي: التبرير للنفس، يقول: إما أن يبرر لنفسه بأنها ضعيفة، وأن المعاصي منتشرة، وأنه لا يستطيع أن يتماسك، أو يبرر لنفسه أنه لا يضر بالمعصية أحدا، أو غير ذلك من التبريرات الكثيرة، والأعذار التي يضعها الإنسان لنفسه، لكن لو صدق الإنسان مع نفسه، واستكشف قناعته، سيجد صوتا واضحا، يقول له إنك مخطئ، مهما قدمت من الأعذار، يقول الله تعالى: {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}.

ويذكر الدكتور أن الرابعة من هذه الحيل، هي: البحث عن مدح الناس، بتصنع العمل لهم، ويبين أن ذلك يكون بتصنع الورع، والتقوى، وربما ادعاه ونسبه إلى نفسه، بغية الحصول على مدح الناس؛ لأنه يعرف حقيقة نفسه، وتقصيرها، ويستشعر هذا الفارق بين ما ينبغي أن يكون عليه، وما هو عليه بالفعل، فيريد أن يغطي على هذا التقصير بمدح الناس، يقول الله تعالى: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.

الأخيرة من هذه الحيل، التي يخدع الإنسان فيها نفسه، يسميها الدكتور، بالمجادلة في أحكام الله، وينبه إلى أنه ربما تقود إلى تفسير آيات الله، وأحكامه، على غير الوجه المراد، ومثل لذلك بمن يطلق عليهم اسم المفكرين، أو المثقفين، فقد يبررون المحرمات، ويفسرون آيات الله بكلام لا يمت لأحكام الله عز وجل بصلة، وليس فيه إلا التبرير لهذه الأمراض النفسية، والتحلل من أحكام الله.

   وفي الخطبة الثانية استنكر الدكتور، ما يقع من اعتداء على غزة، الذي تجاوز فيه البعض إلى حد تبرير هذه الأفعال، منبها إلى أن هذا من انطماس البصيرة، الذي يستوجب التوبة، لما فيه موالاة الكفار، ومعاداة المؤمنين.

المقاطع القصيرة

اللجوء إلى الحيل يصد عن طريق الحق

حيل نفسية يجب الحذر منها

تبرير الاعتداء على غزة وموالاة أهل الكفر