الترفع – خطبة الجمعة ٢٣ محرم ١٤٣٩هـ


الملخص

   تعرض الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة، لخلق الترفع عن الدنايا، فقال: إن هذا الخلق خلق حضاري، وسلوك إنساني، يحفظ للإنسان مكانته، ويرتقي به إلى العلياء، ويربأ به عن الدنايا، ويترفع به عن مجاراة السفهاء، وقد أمر الله عز وجل به رسوله في قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}.

  ونبه الدكتور إلى أن هذا الخلق لا يستطيعه كل أحد، فهو خلق الكبار، وأصحاب النفوس العلية؛ لكونه مزيجا من الحلم، والصبر، والمروءة، موضحا قيمة الصبر، وكونه يدفع الإنسان إلى تحمل ما يلقى من سباب، وشتيمة، وانتقاص.

  ويضيف الدكتور: حينما ينشغل الإنسان بالرد، فإن هذا يؤخره عن معالي الأمور، ويمنعه من تحقيق أهدافه، وما يصبو إليه من مكانة، تؤهله لأن يكون قدوة بين الناس، ونبراس هدى لهم.

    ويقول الدكتور: معركة الحق والباطل مستمرة، وأهل الباطل يستخدمون في هذه المعركة كل سلاح يملكونه، من الوسائل المشروعة، وغير المشروعة، فمن بضاعتهم الاستهزاء، والكذب، والافتراء، في سبيل الوصول إلى مآربهم، فلا يمنعهم شرف، ولا يردعهم خلق، ولا يستطيع أهل الحق أن يجاروهم في هذا، لأنهم بهذه المجاراة يكونون مثلهم، ولا يكون هناك فرق بين حق، وباطل.

   وبين الدكتور الأنصاري الأمور التي تعين على التخلق بهذا السلوك، فقال: إن التخلق بهذا السلوك، يستدعي للإنسان أن يثق بنفسه، وبقدراته، فلا يعبأ بأذية الناس، وما يقولون فيه، وكذلك مما يساعده على هذا الصبر، والنظر في العواقب، فالله عز وجل يري العبد في صبره عواقب، ونتائج، تحبب له الثبات على الطريق.

وختم بأمر آخر في هذا الشأن، وهو إيمان الإنسان العميق بما هو عليه من حق، فنبه إلى أن الإنسان إذا آمن بصحة مبدئه، وسلامة نهجه، وصدق ما هو عليه، من دين، وسلوك، لن يضره بعد ذلك أي استهزاء، أو سخرية؛ لأنه قد آمن إيمانا عميقا، ووثق ثقة مطلقة، بصواب ما هو عليه.

المقاطع القصيرة

الترفع عن الدنايا

الإعراض عن الجاهلين

مما يعين الإنسان على التخلق بسلوك الإعراض عن الجاهلين

رسالة إلى الدفعة الجديدة من طلاب الجامعة