الشباب وفوضى المواقف – قضايا شبابية – الحلقة 67


الملخص

   تناول برنامج “قضايا شبابية” موضوع: الشباب وفوضى المواقف، مع الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري.

بدأ حديثه ببيان حقيقة فوضى المواقف عند الشباب، فقال: إن أغلب الشباب في مقتبل أعمارهم يفتقرون للخبرة في النقاش، ويظهر ذلك في تبنيهم لبعض المواقف؛ لأن النسق العام لتفكيرهم لم يتبلور، فيتبنون المواقف بطريقة شبه فوضوية، ليس فيه موازنة بين الآراء، ولا عمق في التفكير، بل دافعها التحمس.   

وتعرض الدكتور لبعض مظاهر فوضى المواقف، فذكر أن من أبرز سمات ذلك مسألة التناقض الذي يحدث في تبني الآراء، والتنقل الدائم بين الآراء فلا يكون هنالك ثبات على رأي معين، ونوع آخر يمتاز بالخلط بين الآراء، وأصحابها، فيعتبر أن انتقاد الرأي مس من صاحب الرأي، أو ممن يتبناه.

ونبه الدكتور على الآثار التي تنجم عن فوضى المواقف، فقال: إن معظم الخلافات التي تقع بين الناس أثر ونتيجة لفوضى المواقف، وكذلك ما يحدث لبعض الشباب من فقدان الميزان الصحيح للاعتداد بالآراء، فلا يمكن لأحدهم اتخاذ موقف مستقل، بل يتبنى الرأي على أساس أنه أخذ به فلان، أو أنه حصل على نتائج سريعة لموقف معين، أو بسبب حكم مستعجل.

كما أشار الدكتور لأسباب فوضى المواقف عند الشباب، فذكر أنها تتلخص في أمرين:

أحدهما: متعلق بالشباب أنفسهم، فهم يريدون إثبات شخصيتهم، وأنهم أصحاب رأي مستقل. الثاني: متعلق بمن حولهم كالمجتمع، أو وسائل الإعلام، حيث يجد فيهم الشباب ما يعرض من أفكار، ومسائل، قد تشكل ضغطا عليهم، وتؤدي بهم إلى اتخاذ بعض المواقف.

ويوضح الدكتور ما يقع من لبس في اتخاذ المواقف، بدعوى الحرية، فيقول إن الإشكال ليس في الحرية، لكن في الفهم الخاطئ الذي يتخذ هذه القضية مطية لمآرب أخرى، لا تتناسب مع مقصود الحرية، من قبيل أن الإنسان حر، وأنه لا يمكن لأحد تقييد أفكاره، أو أنه ملزم باتخاذ موقف من قضايا معينة، وغير ذلك من أمور، تحاول تكييف تفكير الشباب على معيار للحرية لا يتفق مع الهدف المراد منها.

ونصح الدكتور الشباب بالتحري في اتخاذ المواقف، ونبه على أن ذلك يجب أن يكون بوعي، ودراسة شاملة، فيها إحاطة بجوانب القضية، مؤكدا على انتهاج هذا المسلك، حتى في القضايا التي تأتي من الغرب، فلا يكون مع، أو ضد، في أمور لا يعرف أصلها، وكيف نشأت، سواء كان يؤيد الموقف الذي يتبع، أو يخالفه.

 وتحدث عن مهارات في اتخاذ المواقف، فبين أن المواقف للدراسة، وليست للنصر، أو الهزيمة، ثم ذكر أن اتخاذ المواقف يجب أن لا يكون ذريعة للإساءة للآخرين، فقد تختلف وجهات النظر لكن لكل طرف أن يعرض ما يرى بإنصاف وأدب.

 مهارة أخرى نبه عليها الدكتور وهي مسألة اللا موقف، فقال: إن اللا موقف قد يكون في بعض الأحيان يعبر عن موقف، وبالذات في القضايا التي تسبب إشكالات كبيرة، فيكون صاحب اللا موقف هو الحلقة التي تربط بين الآراء، لانتهاجه مسلك الحياد في التعامل مع المواقف، مشيرا إلى أن هذا الصنف من الناس هو المؤهل لحل إشكالات المتخالفين.

المقاطع القصيرة

مفهوم فوضى المواقف

من مظاهر فوضى المواقف

من آثار فوضى المواقف

من أسباب الفوضى في المواقف لدى الشباب

ما يقع من لبس في اتخاذ المواقف بدعوى الحرية

مهارات في اتخاذ المواقف

..