إن ربك لبالمرصاد – خطبة الجمعة ٢١ صفر ١٤٣٩هـ


الملخص

   تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة، عن إملاء الله عز وجل، وانتقامه من الظلمة، فقال: إن آيات القرءان الكريم، علمتنا سنن الله عز وجل في خلقه، وأنه بالمرصاد لمن ظلم وخالف أمره، وبغى وتجبر، بالمرصاد لمن انحرف عن طريق الحق، ونهج الهدى، قال الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}.

  وأضاف الدكتور: علمتنا آيات القرءان كذلك، أن الله عز وجل قد يمهل العبد؛ لكي يرجع، ويتوب، ويملي للظالم حتى يقيم عليه الحجة، قال الله تعالى: {فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}.

وذكر الدكتور في هذا السياق بأن القرآن قص علينا عن الأنبياء، وأحوالهم مع أقوامهم، وما أنعم الله به على هؤلاء الأقوام، من عطايا ومنح، وبين عاقبة من كذبوا منهم، ومن كان مصيره العقاب الشديد، يقول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخَذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103)}.

ويقول الدكتور: إن أكثر الناس في قراءتهم لهذا القرآن، تمر عليهم الآيات، فلا يتدبرونها، ولا يعتبرون بما فيها من أحداث، يرون الظلم يزداد، فيقعون في حيرة، بين موعود الله عز وجل، وما أخبر به، وبين تمكن الظالمين، وينسى الإنسان أن الزمن في حساب الله عز وجل، يختلف عن الزمن في حسابه، يستعجل الإنسان، ثم ييأس إذا رأى أن الظالم يزداد تمكنا، وينسى أن الله عز وجل إنما يستدرج هذا الظالم ويملي له.

   وتعرض الدكتور لما وقع للطغاة والظلمة من انتقام، فذكر ما أصاب هؤلاء من انتقام الله عز وجل، فقد حكموا سنوات طويلة، ثم جاء قضاء الله وقدره بزوال عروشهم، مشيرا لما حدث من ثورات على هؤلاء الحكام.

ويقول الدكتور إن مما وقع لهؤلاء الحكام، يدعو لأخذ العبرة، والعظة، فقد خرج هؤلاء الحكام من سلطانهم، وأملاكهم، وكان مصير بعضهم السجن، فالملك أولا وآخرا لله عز وجل، يقول الله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، ونعيش في هذه الأيام مصداق قول الله عز وجل: {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ}.

المقاطع القصيرة

الله عز وجل يرصد عمل كل إنسان فيجازيه به

إملاء الله عز وجل للظلمة

انتقام الله عز وجل من الطغاة والظلمة