الشباب والجمال – قضايا شبابية – الحلقة 36


الملخص

    ناقش برنامج “قضايا شبابية”، موضوع: “الشباب والجمال” مع ضيف البرنامج الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، وقد بدأ الدكتور ببيان مفهوم الجمال، فقال: إن الجمال هو الغاية في الحسن، بأن يكون الشيء على الصورة التي تسعد الإنسان، ويرتاح لها، وهو ضد القبح، فأي شيء ترتاح له النفس، وتنشرح، فهو من الجمال، وأي شيء تنفر منه، وتشمئز، فهو من القبح.

    ويقول الدكتور إن الناس بطبيعتهم يحبون الجمال، ويسعون إليه، لكن قد يقع عندهم خلط بين الجمال الظاهري، والجمال الباطني، فيخلطون بين الحكم على الشيء بالجمال، وبين الانفعالات التي تتجاوب مع هذا الجمال، فيحدث انحراف في هذه القضية، مبينا أن ذلك يكون على ضربين: أولهما: إنكار الجمال، والتنكر له، فبعض الناس يتشدد في قبول الأشكال الحسنة، فحين يشاهد الجمال يجد في نفسه انفعالات، هو يستنكرها، فينكر الجمال.

الثاني: الانهماك في الجمال الظاهري، ثم الانحراف بالاستجابة لهذه الرغبات، فتحدث انفعالات تجاه هذا الجمال زائدة عن الحد، الذي يسمح به العقل أو الشرع، فينساق خلف ما تميل إليه النفس، من شهوات، أو رغبات.

وينبه الدكتور إلى أن من أراد أن يفهم الجمال على حقيقته، فعليه أن يعلم أن الله عز وجل، قد وضعه لإسعاد البشر، ولإظهار قدرته سبحانه وتعالى، لكنه وضع ضوابط في التعامل معه، فعلى الإنسان لكي لا ينحرف، أن لا يستجيب لتلك الرغبات الطبيعية، التي وضعت لحكمة من الله عز وجل.

وتحدث الدكتور عن إشكالات، وأخطاء، في التعامل مع الجمال، فقال: إن من الإشكالات التي قد تقع، النظر فقط إلى الجمال الظاهري، وهذا قد يجر إلى إهمال قيم عظيمة، تعكس جمالا داخليا، وجمالا وروحيا، لكن الإنسان يهمل هذا، في سبيل ما يراه من جمال ظاهري، كذلك يخطئ بعض الشباب وحتى الكبار، في التركيز على الجمال الظاهري، وهذا يقودهم إلى محاولة اكتسابه، ولو كان ذلك على حساب جمال الباطن.

أمر آخر أشار إليه الدكتور في هذا السياق، وهو أن الإنسان قد يحاول في بعض الأحيان تجاوز نواميس الكون، من أجل السعي لهذا الجمال، فيستعين بعمليات التجميل _ على ما فيها من مخاطر صحية _ لأنه لا يقتنع بما عنده من جمال خارجي، منبها إلى أن هذه الاستجابة من الشباب للمعايير الظاهرية، انجر عنها وجود سوق كبير لفئة من الناس، يختص بالدعاية والترويج لعمليات، وبضائع، تستنزف أموال الشباب، وأوقاتهم، في سبيل الحصول على مشاعر مؤقتة.

ويقارن الدكتور بين جمال الشكل، وجمال الروح، فيقول: إن الجمال الروحي يكتسب صفة الخلود، فيبقى بعد وفاة الإنسان، فكثير من الناس الذين عرفوا بجمال الخلق، وكان لهم بذل وعطاء في هذه الحياة، لا يزال ذكرهم باقيا بين الناس، بعد أن غادروا هذه الدنيا، أما الجمال الشكلي فيتغير، ويزول.

من الفروق والمقارنات كذلك التي يبينها الدكتور في هذا الصدد، أن جمال الروح في الغالب يحرك مشاعر الإعجاب، والاقتداء، بخلاف جمال الشكل الذي يحرك مشاعر الغيرة، والحسد.

أمر آخر مهم، ختمت به هذه المقارنات، وهو أن جمال الشكل محل نظر الخلق، أما جمال الروح فهو محل نظر الخالق سبحانه وتعالى، فلا يستوي من خلقه السماحة، والكرم، والمروءة، وينتظر ثواب الله عز وجل، ومن همه إعجاب بعض الناس، وربما يظفر بانتقاصهم، أو حسدهم.

المقاطع القصيرة

مفهوم الجمال

كيف يعرف الجمال على حقيقته؟

إشكالات وأخطاء في التعامل مع الجمال

هوس عمليات التجميل

المقارنة بين الجمال الروحي والجمال الشكلي

معنى حديث: “إن الله جميل يحب الجمال”