الشباب والشورى – قضايا شبابية – الحلقة 41


الملخص

ناقش برنامج “قضايا شبابية” موضوع “الشباب والشورى”، مع فضيلة الدكتور إبراهيم الأنصاري.

   استهل الدكتور حديثه بالتأكيد على ضرورة فهم الشورى بعمق، وممارستها باعتدال، مبرزا أن علاقة الشورى بالديمقراطية، هي علاقة الكل بأجزائه، وليست علاقة ندية وتضاد، وحذر من الانجرار خلف ما أسماه “المعركة المفتعلة” بين المفهومين.

    وفي هذا الصدد قال: إن الشورى ليست إلا نوعا من مساهمة من يهمهم الأمر في اتخاذ القرار، منعا للاستبداد بالرأي، فيما تكون الديمقراطية وصناديق الاقتراع، إجراءات لتحقيق مبدأ الشورى؛ فالديموقراطية إذن نمط من أنماط ممارسة الشورى، يمنح الأفراد حق التعبير الحر عن آرائهم، مع إلزامهم في المقابل بالتسليمَ لما تسير فيه الأغلبية.

     وأضاف الدكتور: إن الشورى مبدأ عام يطرق جميع مناحي الحياة، ولا ينحصر في الشأن السياسي، ولهذا تتعدد تطبيقات هذا المبدأ العام وصوره المصغرة، مدللا بفكرة الاستبيانات، والمسوح، وصناديق الشكاوى، والاقتراحات، المتبعة في عرف المؤسسات الحكومية، والشركات الربحية، بغية جس النبض لدى المستهلك، بخصوص الخدمات المقدمة.

وشدد الدكتور على أن الممارسة الفعلية الجادة لمبدإ الشورى، تعني حتما استناد القرارات المتخذة لرأي الأغلبية، حاثا في نفس الوقت على التزام الضوابط التي تضمن نجاح العملية، بالتماس الرأي حصرا من أهل الخبرة، والحنكة، والاتزان، ممن هم معنيون فعلا بموضوع الاستشارة، مع الحرص على التعاطي الإيجابي مع الآراء المقدمة.

كما دعا لتوخي النزاهة في تقديم الرأي، والابتعاد عن التخندق للمصالح الضيقة، كالتحيزات الحزبية، والقبلية، مع استحضار أن ما يقدم من رأي للمستشار، أو تصويت للناخب، هو شهادة لله تعالى، فلا مجال فيه للمحاباة، ولا الاعتبارات الأنانية.

وحذر الدكتور من أن عدم الاستفادة من الآراء المقدمة، يحول عملية الشورى إلى مجرد إجراء عادي، وعملية شكلية، منزوعة المعنى، مما يؤدي لفقدان الثقة في الجهة الراعية للعملية، ناهيك عن إثقال ميزانية الدولة، أو المؤسسة، بمصروفات عبثية على الرواتب، والحملات الانتخابية، دون عود فائدة.

    وخلص للقول إن ممارسة الشورى خارج ضوابطها، ينشأ عنها الإحباط في المجتمع، والفشل في المؤسسات، مما يوصل الجميع إلى حد اليأس من هذه العملية، بل ومن التنكر لها.

    ومن جهة أخرى أكد على أهمية تحويل الشورى إلى ثقافة مجتمعية، تتربى عليها عقول الأجيال، سواء في البيت، أو في سائر مراحل التعليم، داعيا إلى تمكين النشء من القراءة المستفيضة، عن معنى الشورى، وأصولها، وعن أهميتها كضامن للعدالة.

   كما دعا إلى تشجيع ممارستها كسلوك في المدرسة، والبيت والشارع، مع التنبه لضرورة احترام آراء النشء، وتعويدهم على احترام آراء الآخرين.

    ونبه الدكتور على أهمية التأطير لسلوك الشورى لدى الصغار، بتبصيرهم بثمرة الاستفادة من آراء الآخرين من جهة، وبعواقب الاستبداد بالرأي الشخصي من جهة آخرى، مع التأكيد على إشعار كل فرد بأهمية رأيه، سواء أخذ به لكونه رأي الأغلبية، أم لم يؤخذ به، فهو مفيد في كل الأحوال.

    وفي الختام حذر الدكتور من بعض الممارسات المشينة، التي تصور الشورى والديموقراطية نزاعا فئويا، داخل المجتمع الواحد، ودعا إلى ترسيخ ثقافة الشورى كمفهوم إسلامي، ينتمي للمجتمع، وينبع من ثقافته، وحضارته، يقوي الألفة، والتواصل، بين فئات المجتمع المسلم؛ لتحقيق المصالح العليا الجامعة.

المقاطع القصيرة

معنى الشورى والفرق بينها وبين الديمقراطية

من أمثلة وتطبيقات الشورى

ضوابط تخص المستشير

ضوابط تخص المستشار

محاذير تخل بعملية الشورى

مما يلزم مراعاته في مسألة الشورى