القناعة – برنامج اسلامنا وسلومنا – 01-08-2013


الملخص

    قال الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري: إن القرآن الكريم تكلم عن القناعة في مواضع عديدة، وحث على الاهتمام بأهل القناعة، وتوجيه الصدقات إليهم؛ لأنهم على ما هم فيه، لا يسألون الناس، يقول الله عز وجل: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}.

   وأضاف الدكتور في حديثه، من خلال برنامج “إسلامنا وسلومنا”: القرآن الكريم يحث الناس على القناعة، وخصوصا إذا كان الإنسان صاحب مسؤولية، فإن هذا يتأكد في حقه؛ لأن الإنسان إذا كان مسؤولا عن أموال الناس، فإن نفسه قد تسول له أن يأخذ من هذا المال، ولا يحميه من هذه الوسوسة، إلا التزامه بالقناعة والتعفف، يقول تعالى: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا}.

  ونبه الدكتور إلى أن القناعة تنزل الإنسان أعلى المنازل، لما ذكره أهل الزهد، بأن أعلى المقامات في السير إلى الله، مقام الشكر، وهو أعلى من مقام الصبر، إذ لا يصل إلى هذا المقام إلا القليل من الناس، يقول تعالى: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}.

    ويقول الدكتور في نفس السياق: القناعة طريق سريع، ومختصر، يوصل الإنسان إلى مقام الشكر، فقد روى ابن ماجة بسند حسن، عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا أبا هريرة كن ورعا، تكن أعبد الناس، وكن قنعا، تكن أشكر الناس”.

   وقد تعرض الدكتور لبعض الأحاديث المبينة لفضل هذا المقام، فمن ذلك ما رواه الترمذي، بسند حسن عن أبي أمامة _  رضي الله عنه _ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا قلت لا يا رب، ولكن أشبع يوما وأجوع يوما، فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت شكرتك وحمدتك”، ولما رواه الترمذي أيضا، عن فضالة بن عبيد _ رضي الله عنه_ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: طوبى لمن هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع”، وكذلك الحديث الذي رواه البخاري ومسلم، عن أبي هريرة _  رضي الله عنه _  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس”.

وتحدث الدكتور عما كان عليه الناس من قناعة ورضا، فذكر أن أحوال الناس في السابق لم تكن بذلك الغنى، والوفرة، التي نشهدها اليوم، فقد كان الآباء يعملون في مهن تغلب عليها المشقة والتعب، لكنهم كانوا يكابدون في هذا العناء؛ ليحصلوا على لقمة عيشهم، مع الرضا بما قسم الله عز وجل، فتجد ألسنتهم على الدوام ذاكرة لله، وشاكرة لفضله.

    مما أشار إليه الدكتور أيضا ما جلبت عليه النفوس من طمع، وحب للدنيا، واستغراق في جمع المال، مصداقا لما روى البخاري ومسلم عن ابن عباس _ رضي الله عنه _ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لو أن لابن آدم مثل واد مالا لأحب أن له إليه مثله، ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب”.

 وقد ختم الدكتور ببيان الحالات التي تذم فيها القناعة، ويحمد فيها الطمع، فقال: إن القناعة ليست محمودة في أمرين: أولهما: طاعة، الله فعلى الإنسان أن لا يقنع بالقليل من طاعة الله، بل عليه أن يبذل جهده، ليحصل أكبر قدر من الأجر، لأن هذه الدنيا قصيرة، وهي فرصة للاستزادة من الخير، يقول الله عز وجل:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}، الأمر الآخر: مراتب الشرف والخلق الفاضل، يقول الشاعر:

إذا غامرت في شرف مروم … فلا تقنع بما دون النجوم

فطعم الموت في أمر حقير … كطعم الموت في أمر عظيم

أما الطمع فمذموم، لكنه يحمد منه الطمع في رحمة الله عز وجل، ومغفرته، والطمع في جنته، وقد ورد في القرآن الكريم الثناء على الطمع في مرضاة الله، قال الله تعالى: {إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا}.

من صفات أهل القناعة

فضل القناعة

الاستغناء عن الناس

ما كان عليه الناس من قناعة ورضا

سلوك غلب على كثير من التجار

ذم الطمع

الحالات التي تذم فيها القناعة ويحمد الطمع