الطبيعة البشرية وحكمة التشريع – خطبة الجمعة ١١ ربيع الآخر ١٤٣٩هـ


الملخص

 تكلم الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة، عن “الطبيعة البشرية وحكمة التشريع”، وقد استهل حديثه بالطبيعة التي خلق عليها الإنسان، فقال: إن الله عز وجل خلق الإنسان من طبيعتين مختلفتين، متناقضتين، خلقه من قبضة من الطين، ونفخة من الروح، وللطين صفاته، وللروح صفاتها، يقول الله تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ}.

   ويضيف الدكتور: الله عز وجل قد خلق الإنسان على هذه الطبيعة المتناقضة؛ لحكمة، وركب فيه الغرائز، والشهوات، وما يناسب طبيعته، كغريزة حب البقاء، وحب المال، وحب النساء، وحب الشهرة، وحب المناصب، كل هذه الأمور خلقها الله عز وجل في هذا الإنسان؛ لأجل إعمار الأرض، فلا تعمر الأرض، ولا تستقيم الحياة، إلا بوجود هذه النوازع، والرغبات الإنسانية.

   وأكد الدكتور على هذا المعنى فنبه إلى توازن الطبيعة البشرية،معالتشريع السماوي، فذكر أن التشريع لا يأتي بما يكسر طبيعة البشر، ولا يناقض الحاجات الإنسانية الطبيعية؛ لأن الله عز وجل أراد من هذا الإنسان أن يكون عبدا خاضعا لله، وأراد منه أن يكون سيدا في هذا الكون.

ويوضح الدكتور حديثه أكثر، فيلخصه في أربع نقاط:

أحدها: أن الإنسان خلق لهدف سام، عال، خلق ليكون عبدا لله باختياره، فإذا اختار العبودية، كان خير المخلوقات، وإذا اختار غير ذلك، كان أخسها، وأحطها، يقول الله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ}.

الثانية: لكي يستمر بقاء الإنسان في هذه الأرض، ككائن ركب الله عز وجل فيه هذه الغرائز، وأوجد فيه هذه النوازع، ومن أجل أن يطبق العدل، والرحمة، والخلق والأمانة، ويقيم منهج الله عز وجل، لا بد من وجود هذه الغرائز؛ لكي يستمر النوع البشري.

الثالثة: أنزل الله عز وجل التشريعات، وأرسل الرسل، حتى لا تطغى هذه الطبيعة الطينية، على الطبيعة الروحية، السماوية، وحتى يتهذب الإنسان، ويستطيع أن يقدم منهج الله عز وجل بصورة صحيحة.

الرابعة: لما كان الإنسان لا يملك نفسه، ولا يتمالك أن تغريه الشهوات، مهما حاول التماسك، فقد يسقط بين فينة وفينة، وبين وقت ووقت، لذلك شرع الله عز وجل له التوبة والرجوع إليه سبحانه.

وقد ختم الدكتور خطبته بالتنبيه إلى أن الإنسان عليه أن يكون كيسا في وعظه، فلا يشدد على الناس، بل يفتح أمامهم باب التوبة، والرجوع إلى الله، ثم أردف بقوله: إن الإسلام دين رحمة، والشدة فيه استثناء، ولها شروطها، يقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}.

المقاطع القصيرة

الطبيعة التي خلق عليها الإنسان

توازن الطبيعة البشرية مع التشريع السماوي

الإسلام دين رحمة