خلق التعاون – برنامج اسلامنا وسلومنا – 18-07-2013


الملخص

    قال الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري: إن التعاون ضرورة من ضرورات الاجتماع الإنساني؛ لأن الإنسان لا يمكن أن يعيش لوحده، فلا بد أن يأنس بالناس، وعلى هذا فإن الإنسان لكي يحصل على ما يريد، يحتاج أن يتلقى المساعدة من غيره؛ ولذلك لا بد أن يبذل هو بالمقابل المساعدة للناس كذلك.

   وأضاف الدكتور في حديثه، من خلال برنامج “إسلامنا وسلومنا”: يحتاج الإنسان في حياته إلى أن يأكل، ويشرب، ويستعمل المواصلات، والطرق، يحتاج لمن يشيد له المسكن، ويمد له الطرق، ويستورد له البضائع، وينظف له الطرقات، إلى غير ذلك من حاجات، فالجهد الذي يبذله كل إنسان لمن حوله، لكي يحصل على حاجاته، هو نوع من التعاون.

    وينبه الدكتور إلى إن قيمة التعاون تظهر في الأزمات، فحينما يتعرض مجتمع لحاجة ماسة، لإنجاز أمر معين، أو بسبب فيضان، أو زلزال، أو نحو ذلك، فإن قيمة التعاون تظهر، ويعلو شأنها، وشأن من يقوم بها.

   وقد استنكر الدكتور بعض الأخلاق السيئة، التي بدأت تظهر في المجتمع، والتغير الذي حدث في نفوس بعض الناس، ومثل لذلك بما يقع من استغلال حاجات الإخوان؛ لتحقيق مكاسب، أو أرباح، كرفع سعر العقارات، دون مراعاة لضعف الناس، أو حاجتهم، مشيرا لما يسمع من تهديد، بطرد الأسر المستورة، من مساكنها، وتعريضها للبقاء دون سكن.

   وذكر بأن التعاون قد يكون في الخير، وقد يكون في الشر، لما ورد في القرآن الكريم، في قول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.

 ويضيف الدكتور معلقا على الآية: هنا يشير القرآن الكريم إلى أن فطرة التعاون موجودة في الإنسان، لكن يجب عليه أن يوجهها للخير، ويمسكها عن الشر، يتعاون على البر والتقوى، ولا يتعاون على الإثم والعدوان، الله عز وجل يريد من المجتمع المسلم أن يكون مجتمعا متعاونا على الخير.

 ويشير الدكتور إلى أن التعاون على الإثم والعدوان، قد يحدث بحسن نية، فيقول: إن بعض الناس قد يتعاون على الإثم والعدوان، وهو لا يدري، يحدث أن يقوم إنسان بفعل منكر آثم، ولكنه قاصر على نفسه، لا يتعدى ضرره إلى الغير، فيقوم البعض بنية إنكار المنكر، بالترويج لفعل هذا الشخص، بالوسائل الحديثة، من وسائل التواصل الاجتماعي، فيعم البلاء، فيكون ذلك دعاية لهذا المنكر، لم تكن لتحصل لو ترك الموضوع، ولم يتحدث عنه.

 أمر آخر تعرض له الدكتور وهو مسألة التعاون على تغيير المنكر، فذكر أن أهل الباطل لا يهزمهم إلا تعاون أهل الخير، على إنكار المنكر، ثم إظهار الشعائر التي ترضي الله عز وجل، وترضي رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

وختم الدكتور كلامه بنقطتين في خلق التعاون، الأولى: أن المعونة قبل أن تطلب من الناس، لا بد من التوجه بطلبها من الله عز وجل، مشيرا لأدب الإسلام في هذا، الذي يعلم المسلم طلب المعونة من الله عز وجل في كل ركعة من الصلاة، فنقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}.

الثانية: أن الإنسان بعد الاستعانة بالله عز وجل، لا بأس أن يطلب المعونة من الناس، خصوصا إذا كان يخدمهم بما يقدم لهم من عمل، فقد جاء ذلك في قصة ذي القرنين، في قول الله تعالى: {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا(95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ}.

خلق التعاون وأهمية الإحسان فيه

قيمة التعاون تظهر في الأزمات

من عادات الناس قديما في التعاون

خلق سيء في المجتمع يجب الحذر منه

التعاون يكون في الخير ويكون في الشر

التعاون على الإثم والعدوان قد يحدث بحسن نية

ما يلزم من التعاون على تغيير المنكر

من آداب خلق التعاون