آفة الكذب – خطبة الجمعة ١٦ جمادى الأولى ١٤٣٩هـ


الملخص

    تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة، عن “آفة الكذب”، وقد استهل الكلام ببيان قبح الكذب، من خلال الحديث الصحيح، الذي رواه مسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق، حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا”.

يقول الدكتور في تعليقه على الحديث: يشير هذا الحديث إلى المراحل التي يمر بها الصادق، والكاذب، يبدأ بالكذب، ثم تحري الكذب، والبحث عنه، وجعله حجة له، حتى يصبح هذا الإنسان فاجرا، مجبولا على الكذب، ويكتب عند الله عز وجل كذابا.

ويضيف: إن تحري الصدق، يجعل الإنسان محتاطا لنفسه، يحاذر من أن يقع فيما يشين، من المحرمات، وخوارم المروءة، حتى يبقى باطنه، كظاهره، فلا يضطر لتقديم الأعذار الكاذبة.

ويذكر الدكتور في هذا السياق، أن الذي يحرك الكاذب هو الشهوة، التي يقع بسببها في المحرمات، فهو يتحرى الكذب، ويبحث عن الشهوة، منبها إلى أن الكذب دليل على ضعف الثقة بالنفس، واهتزاز في الشخصية، فصاحبه لا يستنكف أمام شهواته.

مما نبه عليه، أن الكذب ينافي الإيمان؛ للحديث الذي أخرجه البخاري، عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان”.

ويقول أيضا: إن المؤمن قد تضعف طبيعته البشرية، فتظهر فيه بعض الخلال السيئة كالجبن والبخل، لكنه لا يكون كذابا، لما ورد في الحديث: “قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أيكون المؤمن جبانا؟ فقال: نعم، فقيل له: أيكون المؤمن بخيلا؟ فقال: نعم فقيل له: أيكون المؤمن كذابا؟ فقال: لا”.

  وتعرض الدكتور لعقوبة الكذب الشنيعة، الواردة في الحديث: “أن النبي صلى الله عليه وسلم مر برجل يشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، ثم يتحول إلى الجانب الآخر، فيفعل به مثل فعل بالجانب الأول، فما يفرغ من ذلك، حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود فيفعل مثل ما فعل المرة الأولى، فسأل عنه فقيل: الرجل يخرج من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق”.

   وشدد الدكتور في خطبته الثانية، على الاهتمام بتربية النشء، محذرا من استخدام العقاب الشديد معهم، أو الإحراج الذي قد يزعزع الثقة في النفس، ويجعلهم تربة خصبة لنمو الكذب.

وختم بالتأكيد على الإحسان في إدارة عقاب الطفل على الكذب؛ لأن ذلك يربي الثقة في نفسه، ويجعله بذرة صالحة، بعيدة عن الكذب، والترويج له.

المقاطع القصيرة

قبح الكذب

الكذب ينافي الإيمان

عقوبة الكذب وتغليظ الحرمة في كذب السلطان

تربية الناشئة على الصدق