صناع الفشل وحراسه – خطبة الجمعة ٢٧ ذو الحجة ١٤٣٩هـ


الملخص

    تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة، عن “صناع الفشل”، وقد بدأ الدكتور بالكلام عن آفة الفشل، فقال: إن الفشل مركب من الخوف، والجبن، ومن الخور، ودنو الهمة، ومن تغليب مصلحة النفس، على مصلحة المجتمع، منبها إلى أن إغفال هذه الآفة، والتراخي في مواجهتها، يجعل المجتمع في مستقبل غامض.

   ويقول الدكتور إن جهد الإصلاح والتطوير في المجتمع، يظهر معه عادة فئة من الفاشلين، يرعبهم هذا الحراك، الذي يعمل على إحداث تغييرات كبيرة، في المؤسسات، ودوائر العمل، مضيفا أن حراس الفشل يبدأون بالعويل والتشكي من جهود الإصلاح.

كما ذكر الدكتور أن هذه الحركة الإصلاحية، قد يتعرض لها بعض ضعاف العقول، فيقدمون إسهاماتهم الفاشلة، وأفكارهم الضعيفة؛ لأنهم يرون السوق رائجة، لكل فكر، وجهد، منبها إلى أن الفئة التي تخفيها جهود الإصلاح، والفئة التي تسوق البضاعة الكاسدة،

هما صناع الفشل، وينبغي مواجهتهم.

    وأشار الدكتور إلى بعض صفات صناع الفشل، فذكر منها التنازع، والشقاق لقول الله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا}، وقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ}، وصفة أخرى، وهي عصيان الله عز وجل، وعصيان رسوله صلى الله عليه وسلم، وتفضيل الحياة الدنيا، يقول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}.  

     وينصح الدكتور في هذا الصدد، من يتقدمون للإصلاح، إلى أن التعامل مع صناع الفشل هو بعدم الالتفات لأصواتهم، والمضي في طريق الإصلاح، يقول الله تعالى: {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.

  وقد ختم الدكتور بالتنويه بالمبادرة التي قامت بها إحدى الجمعيات الخيرية، تروج فيها للعمل الخيري، قائلا: إن هذه هي النماذج التي يجب أن يقتدي بها النشء، فهي النماذج الصالحة التي تقدم للوطن، وتفعل الخير وتتعاون عليه.

    وقال أيضا: نقول لأولياء الأمور، وللآباء، إذا كنتم تريدون القدوة لأبنائكم، فإنه يوجد بكثرة من يقتدى بهم في هذا المجتمع، فتخيروا لأبنائكم، واعلموا أن عملية التربية مسؤولية، فانتبهوا للأبناء، واقرأوا لهم سير الصالحين، وعرفوهم على الناجحين؛ لكي يسلم دينهم، وخلقهم.

المقاطع القصيرة

آفة الفشل

نصيحة في التعامل مع حراس الفشل

المسؤولية تجاه الأبناء