الشباب والهوية – قضايا شبابية – الحلقة 49


الملخص

استضاف برنامج “قضايا شبابية” الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، للحديث عن موضوع “الشباب والهوية”.

في بداية اللقاء نبه الدكتور إلى أن الشباب لا يمكن تحميله لوحده وزر ضعف الهوية، بل هي مسؤولية المجتمع بكل مؤسساته، من حكومات، ووسائل إعلام، ومدارس، وجامعات، مؤكدا على أن الرهان في علاج هذا الضعف، هو على زرع ثقتنا في الشباب من جهة، وعلى إدراك الشباب لكيفية إصلاح الخلل من جهة ثانية.

    وقال إن الهوية تتجلى في عناصرها الثلاثة: الدين، واللغة، والتاريخ، مع مظاهر أخرى، من قبيل طريقة اللباس، والشكل العمراني، كرموز لهذه الهوية، مضيفا أن من مظاهر الضعف في الهوية الدينية، عدم المبالاة بشعائر الدين، كالصلاة، والصوم؛ بينما يتمثل ضعف الهوية اللغوية في عجز الشاب عن الكتابة باللغة الأم، في حين أنه قد يتقن لغات أخرى.

    وعن مظاهر الضعف في عنصر التاريخ، تحدث الدكتور عن المشكلة الكبرى في فهم التاريخ لدى الشباب المسلم، مؤكدا أن ما يلقى على مسامع الشباب من شبه حول التاريخ من عهد الصحابة، والفتوحات الإسلامية، فما بعدها، يفوق رصيدهم المعرفي، عن التاريخ ككل. 

    وأضاف أن هذا الضعف في الهوية عند الشباب المسلم يصاحبه انبهار بقضايا أخرى كالإنسانية، والتسامح، تسوق كثقافة، من باب التشدق، مشددا على أن واجب المسلم أوّلا أن يحدد دينه، ويحقق هويته ولغته واعتزازه بتاريخه، قبل التفكير في التعايش مع هذا الآخر والانفتاح عليه.

     ونبه الضيف على أن من أسباب انكسار الشباب المسلم، أمام الثقافة الغربية، تفريطه في عناصر قوته الكامنة في هذا الدين المتين، واللغة العربية العظيمة، التي نزل بها القرآن المعجز؛ في حين أن الهويات الدينية الأخرى، تستغل قوتها في الإنجاز المادي، لتسويق ثقافتها المتهافتة، مما يدفع الشباب للاستسلام، لذلك البريق المادي، في ظل الضعف الملحوظ عن إدراك عناصر القوة لديه.

    وتابع بالقول إن الحفاظ على الهوية يتطلب من الشباب التعرف عليها بعمق، مع التأكيد على دور المدارس، ومؤسسات الرعاية، في ترسيخ هذه الهوية لدى الشباب، مشددا على ضرورة تشغيل فلتر التصفية؛ لحجب كل ما يشوب التكنولوجيا الغازية من أخلاقيات، وقيم، وممارسات دينية، دخيلة.

   وشدد الدكتور على ضرورة، أن يكون لهذه الأمة منجز حضاري يستغل، لترويج ما لديها من قيم، وأخلاق، وثقافة، مضيفا أنه في غياب هذا المنجز، فإن الشباب سيظل دائما يعيش عقدة النقص، أمام الآخر.

    وفي شأن ذي صلة أكد الدكتور أن المفاهيم الدينية، في شرع الإسلام، مفاهيم فاصلة، تنظر للإنسان على أنه صنعة الله المتقنة القائمة على الخلط والاندماج، بين الشقين المادي، والروحي، نظرة تحتم أنماطا محددة من السلوك، عكس النظرة المادية الأحادية، التي تفرض ممارسات أخرى.

وحذر الدكتور من أثر وسائل التواصل في فرض المفاهيم المقلوبة، حيث أصبح مقياس النجاح مفصّلا في حضارة أخرى، وعلى أساس الشهرة المجردة، دون اهتمام بقيمة الإنسان وأعماله الهادفة التي تخاطب العقل والروح، إنها معضلة النجومية في السوشيال ميديا، في التمثيل، والفن الهابط.   وفي سياق آخر أشار الدكتور الأنصاري إلى أن الانتماء الوطني، هو جزء من هويتنا الإسلامية الجامعة، موضحا أن أي تصور للتعارض بين المفهومين هو تصور واهم، لكنه في المقابل حذر من أن الانتماء الضيق للأوطان، سيفقد معناه، حين يتعارض مع القضايا الكبرى للأمة، كالمقدسات، وملف الأراضي المحتلة.

المقاطع القصيرة

من مظاهر ضعف الهوية عند الشاب المسلم

من أسباب انكسار الشباب المسلم أمام الثقافة الغربية

مما يفيد في الحفاظ على هوية الشباب المسلم

تحريف المفاهيم الدينية

أثر وسائل التواصل في تغير مفهوم القدوة

مسألة التعارض بين الهوية الإسلامية والانتماء الوطني