الشباب وهوس الماركات – قضايا شبابية – الحلقة 50


الملخص

    سلط برنامج “قضايا شبابية” الضوء على ظاهرة الهوس بالماركات التجارية، في المجتمعات العربية، واستضاف لمناقشة هذا الموضوع، الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري.

    في مستهل الحلقة أوضح الدكتور أن بداية الفكرة جاءت من قضية البحث عن الأجود، وذلك أن الإنسان لما يطلب أي احتياج له، يبحث عن الجودة، وهي تختلف من حيث الإتقان، ومن حيث الأماكن التي تجلب منها البضاعة، فإذا عرف أن الصناعة جيدة، فإن الإقبال على الشراء يكون كبير جدا، وهذا الذي جعل الشركات الأوروبية، في عصر النهضة، تسجل علامات تجارية مميزة، وتشهرها لجذب الزبائن.

    ويقول الدكتور إن إقناع الزبائن لم يكن بمسلّمات، وإنما هو تعمية وخداع للمستهلك، فكذبة الماركات صنعها التجار؛ لاستنزف الأقوياء، فصدقها الفقراء.

    ويذكر الدكتور في هذا السياق، أن ثقافة الرأسمالية الصاعدة، نقلت مدلول الماركات من مجرد علامة على جودة المنتوج، إلى مؤشر معنوي، يحدد مكانة المشتري، في سلّم التراتبية المجتمعية، وينقله لمصاف علية القوم، وحينها يكون المال ثمنا مدفوعا، من أجل موطئ قدم في الطبقة المخملية، وليس من أجل جودة المنتج.

وعن حب استعراض الماركات، وما يؤدي إليه من مظاهر زائفة، قال الدكتور: إن الاستسلام لنزعة الانتماء لطبقة الكبار، يفضي إلى تغير في السلوك والأفكار، لحد أن غريزة البحث عن الأجود تتلاشى؛ لصالح الارتهان للمظهرية، والاستعراض، مما يعني حتما الضغط الخانق على الميزانية، والإمكانات المادية للمشتري، فضلا عن استنزاف مخزونه الأخلاقي، والقيمي، المفترض، حيث يفقد في سعيه الأعمى، وراء المظهرية، والانتماء، تقديره لكل ما يمت للقيم والأخلاق بأدنى صلة، ويسقط من كان في نظره رجل علم، أو دين، أو خلق، فلم يعد ثم اعتبار لغير الماركة.

   ونبه إلى أن الخطر في هوس الماركات، يتجاوز ميزانية الشخص المادية، إلى رصيده الأخلاقي كفرد، مما ينعكس ضرورةً على القيم الناظمة للمجتمع بأكمله؛ ليصبح عرضة للتفكك، والتمايز، ما لم يضطلع المصلحون بالدور المنوط بهم، كحراس مؤتمنين على سلوكيات الفرد، والمجتمع.

    وأوضح الدكتور أن الإنسان بمثابة الشاشة، يعكس بصدق وبراءة ما يعرض عليه، وأنه لا مفر له من هوس الماركات، أمام تركيز المجتمع على مظاهر الثراء، في اللباس، والمراكب، فلا صوت يعلو على صوت الماركة والموديل.

   وعرج الدكتور على ما يقع من لعب بقناعة الشباب، نتيجة لتدخل الشركات التجارية، في رسم الميزان القيمي للمجتمع، بواسطة الربط الوهمي، بين قيم أصيلة، كالشجاعة، والكرم، وبين ماركات معينة.

    كما أشار الدكتور إلى أن هذا الواقع، يؤدي إلى إهمال عنصر الأخلاق، في تركيبة العملية التربوية، سواء على مستوى الأسرة، أو على مستوى المحاضن العلمية، مشددا على دور المناهج التربوية، في التركيز المزدوج، والمتكافئ، على الجانبين العلمي، والأخلاقي، عبر مراحل التعليم، مع اعتبار رصيد القيم والأخلاق أساسا، يعطي نكهة خاصة لبقية عناصر البناء العلمي، من هندسة، ورياضيات، وغيرها.

    وختم الدكتور حواره بالتأكيد على خطر الهوس بالماركات، على نسيج الأسرة، نتيجة الإضرار، والضغط غير المدروس، على ميزانية الأسرة، أمام ترتيب مقلوب، في أولويات الإنفاق، فضلا عما يسببه ذلك من أزمة تربوية في سلوك الأبناء.

المقاطع القصيرة

من أين جاء الهوس بالماركات؟

حب استعراض الماركات وما يؤدي إليه من مظاهر زائفة

من أسباب الاهتمام بالثراء والماركات والإخلال بالقيم

أثر التقليد الأعمى في ثقافة اقتناء الماركات

هوس اقتناء الماركات وما يؤدي إليه من خلافات زوجية