كورونا والدور الإيجابي للشباب – قضايا شبابية – الحلقة 55


الملخص

عالج الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، من خلال برنامج “قضايا شبابية” موضوع “كورونا والدور الإيجابي للشباب”.

في البداية أشار الدكتور إلى أن البشرية عرفت موجات من الأوبئة منذ فجر التاريخ؛ وفي تاريخنا الإسلامي هناك طاعون عمواس في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

ولفت الدكتور إلى أن الشريعة الإسلامية رسمت منهاجا قويما في التعامل مع الأوبئة، يستند إلى تقوية الإيمان، والثقة بالله تعالى، وبقدرته المطلقة، مع مراعاة الناحية الإجرائية في التأكيد على الأخذ بأسباب الحذر من العدوى.

وأبدى الدكتور ملاحظاته على بعض التصنيفات المثارة بخصوص هذا الوباء، من كونه عقوبة إلهية، أو حربا بيولوجية بين الكبار، محذرا من خطورة التجرؤ على الله عز وجل، وعلى أقداره، ومشددا على ضرورة أن يحترز الشاب المسلم، العاقل، من وضع نفسه حكما على شرع الله، وعلى تصرفاته جل في علا في الكون.

وأضاف أن فرضية الحرب البيولوجية تدعو إلى الطمأنينة، أكثر مما تبعث على القلق، لأن قدرة الناس محدودة، بينما قدرة الله عز وجل سابقة، فكل هذه الفرضيات، لو سلمت جدلا،
لا تخرج عن القدرة الإلهية المحيطة، وعن الحكمة الربانية من وراء هذا الابتلاء.

ودعا الدكتور الأنصاري إلى نظرة تأملية لهذا الوباء، تتجاوز كونه عقوبة إلهية، لجهة معينة أو حربا بيولوجية عالمية، مشيرا إلى حقيقة أن هذه الحياة قائمة على الابتلاء، بالأوبئة وبغيرها، كالسيول، والزلازل، والأمراض، والحروب، من لدن فجر التاريخ إلى اليوم، ومؤكدا على أن هذا الابتلاء يستدعي منا، كمسلمين، أن نراجع أنفسنا، ونراجع العلاقة مع الله الذي بيده الملك. 

  وعرج الدكتور على التغطية الإعلامية للوباء، وعلى حديث البعض حول وجود التهويل الإعلامي عن الوباء، بحجة أن الوفيات بسبب الوباء أقل بكثير من تلك الناجمة عن حوادث السير، وحالات الانتحار.

وفي معرض تفنيده لهذا الرأي قال الدكتور إن هذا الوباء لا يعدو كونه نوعا من أمراض الجهاز التنفسي (الإنفلونزا)، يستطيع الإنسان العادي التغلب عليه، بمناعته الطبيعية، إلا أنه مع ذلك مرض جديد، مباغت، وليست له حلول جاهزة، مضيفا أن الإعلام مطالب بالتوعية الشفافة، والمصارحة في الحديث عن مخاطر الوباء.

وتابع بالقول، إنه على العكس من ذلك، فإن التقارير الأممية تتحدث عن التهويل، في تكتم بعض الجهات الرسمية، على انعكاسات سلبية للوباء داخل بلدانها، توحي بها الظواهر المصاحبة لهذا التناول الإعلامي الرسمي المراوغ.

   كما تناول الدكتور الحديث عن مظاهر السلوك الحضاري المطلوب من الشباب، في مثل هذه الظروف، داعيا إلى تحري الأخبار المؤكدة، والابتعاد عن ترديد الشائعات، التي من شأنها نشر الرعب، وإثارة المخاوف دون مستند رسمي.

   وشدد على أهمية التعامل الإيجابي مع الأوامر والتعليمات الحكومية، الهادفة إلى محاصرة المرض، والحد من انتشاره، واجتناب التجمع عن غير ضرورة، مؤكدا على ضرورة الوعي في فهم الدين، والتدين، والعلاقة بالله عز وجل، في إشارة إلى وجاهة الترخص في التغيب عن حضور الجماعات في المساجد، نتيجة للظرف الطارئ. 

     وختم الدكتور حواره بالتأكيد على استحضار البعد الإيماني، لدى الشباب المسلم في هذا الظرف، بإدراكه لحقيقة أن الابتلاءات هي امتحان للمؤمن، يدفعه لتقوية علاقته بربه تعالى من جهة، وباستصحابه لصدق الالتجاء، والدعاء، من جهة أخرى.  

المقاطع القصيرة

التعامل مع الأوبئة من منظور شرعي

مسألة أن وباء كورونا عقوبة إلهية

ما يقال بأن وباء كورونا حرب بيولوجية

ما يكون به التعامل مع تهويل الإعلام في زمن الوباء

السلوك الحضاري في التعامل مع الوباء

استحضار البعد الإيماني في زمن الوباء