الشباب وثقافة الاستحقاق – قضايا شبابية – الحلقة 53


الملخص

  تناول برنامج “قضايا شبابية” موضوع “ثقافة الاستحقاق” مع الدكتور إبراهيم الأنصاري.

    في البداية تعرض الدكتور لمفهوم ثقافة الاستحقاق، بالقول إنه شعور نابع من تقدير الشخص لنفسه، ولحقوقه، دون وضع أي حسبان لمسؤوليته، مشيرا إلى أن هذا الإحساس لدى البعض هو ظاهرة تأخذ طورها البدائي في أحضان الأسرة، كانعكاس للدلع تجاه الابن، لكنها قد ترافقه في حياته المستقبلية.

   وأضاف أن أي إنسان، في بيته أو مجتمعه، يعيش بين قطبي مغناطيس هما: الحقوق التي له، والواجبات التي عليه، مضيفا أن ثقافة الاستحقاق هذه تدفع صاحبها دائما للتهرب من المسؤولية، والاقتصار على المطالبة بحقوقه الخاصة، مدللا على أنها ثقافة مدمرة للإنسان، وللأوطان، وللثروات.

   وتحدث عن مظاهر هذه الثقافة، عند طلبة المدارس، والجامعات، والموظفين، مضيفا أنها ظاهرة مجتمعية جارفة، تأخذ شكلها فيما يشاهد من تبذير، وإسراف، وتبديد للثروات، في مآدب لا قيمة لها.

   وشدد الدكتور على أن الإنسان الذي يعاني ثقافة الاستحقاق، يعيش حياته محبطا، متذمرا، غير منتج، محذرا من أثر انتشار الظاهرة في المجتمع، ومن مخاطر أن يحتل أصحابها أماكن التأثير، لانعكاسه السيء على مستوى الإنتاج القومي، وما يسببه من إعاقة للرقي والتقدم.

وألقى باللائمة في زرع هذه الثقافة على التدليل الذي ينشأ عليه الأولاد، في أحضان الأسرة، محذرا من أن هذه الثقافة المرَضية بدأت تستشري في المجتمعات المرفهة.

   ونصح شباب اليوم بوقفة تأملية، لمقارنة واقع الآباء في الماضي حين كانت الموارد، رغم شحها، تصب باتجاه الحاجات والأعمال المنتجة؛ بينما نلاحظ اليوم الخلل البين في الإنجازات المقدمة، رغم ضخامة الموارد.

ودعا الشباب إلى أن يواجه بنفسه هذه المعضلة، وأن يضع خطا فاصلا بينه وبين هذه الثقافة المقيتة التي يعيشها، بالتساؤل الذاتي الجاد، والعميق، عن كيفية تقديم النافع والإيجابي، للأسرة، والمجتمع، وللوطن ككل.

وقال إن الخطوة الأولى في طريق القضاء على هذه الظاهرة، تبدأ بالاهتمام بالنشء، مشددا على أهمية تدريب الابن على الإسهام بجزء من مصروفه، بمجهوده الخاص. 

من جانب آخر، أوضح الدكتور، أن ثقافة المسؤولية تعني إحساس الإنسان أنه مسؤول عن شيء ذي قيمة، وأن غيره يعتمد عليه، مع إدراكه أن أي خلل في عمله سينعكس سلبا على حياة أسرته، ومجتمعه، إضافة إلى فهمه أن التقدير، والاحترام، والراتب، والمكافأة، كلها أمور منوطة بمدى قيامه بالمسؤولية؛ وبهذه الرؤية المتبصرة تنضبط لديه ثقافة المسؤولية.  

وقال الدكتور الأنصاري إن ثقافة المسؤولية، تدفع الإنسان لأداء مسؤولياته أوّلا، قبل أي حديث عن حقوقه المترتبة، ثم تكون المطالبة بهذه الحقوق أيضا، على أساس قويم، مشيدا بتحلي أصحاب هذه الثقافة، بالاستعداد نفسيا، للتنازل عن بعض الحقوق، حفاظا على الود، والوئام الجماعي، في الأسرة، والمجتمع.

   ولمح إلى أن هذا الاستعداد النفسي للتنازل، يعكس ما أسماه “ثقافة النجاح”، حيث يؤدي الإنسان ما عليه وزيادة، ثم يطالب بحقه بروح الاستعداد للتنازل عن بعض هذا الحق.

المقاطع القصيرة

معنى ثقافة الاستحقاق والفرق بينها وبين ثقافة المسؤولية

الفرق بين الحقوق والاستحقاق

من مظاهر ثقافة الاستحقاق في المجتمع

مخاطر ثقافة الاستحقاق على الفرد والمجتمع

كيف يمكن للشباب تجنب سلبيات ثقافة الاستحقاق؟

المقارنة بين الواقع في الماضي وما عليه ثقافة الاستحقاق اليوم