ينزل الغيث من بعد ما قنطوا – خطبة الجمعة ٦ ربيع الأول ١٤٣٩هـ


الملخص

    تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة، عن نعمة المطر، فقال: إن الأمطار نعمة من نعم الله عز وجل، فيها نعمة ظاهرة، ونعمة باطنة، فيها ينتشر الفرح والسرور، ويتسع رزق الناس، وتنبسط حياتهم، ومع هذا الموسم تقل الأمراض، ويصفو الجو، وتطيب النفوس.

  وقد أشار الدكتور إلى ما في المطر من دلائل قدرة الله تعالى، وبديع صنعه، فقال: إن المطر آية ودليل على قدرة الله عز وجل، وتفرده وإبداعه في هذا الكون، يقول تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ}.

   ومن الدلائل العظيمة التي ينبه عليها الدكتور، التكون العجيب لهذه السحب من البخار، الذي تتحول إلى مياه، وثلوج، كالجبال، يوجهها الله سبحانه حيث يشاء، ويمنعها عمن يشاء.

ويقول الدكتور: إن المطر سبب للفرح والاستبشار، وذهاب الكدر، لقول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}، وقوله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ}، وقوله تعالى:{اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

ويقول أيضا: إن الأمطار في طياتها رحمة خفية، تحمل أدلة على قدرة الله، ومن أعظم النعم، ظهور الأدلة الواضحة، البينة، على قدرة الله عز وجل، فظهور الأدلة، ووضوحها، نعمة من نعم الله عز وجل علينا، وهي موجودة في هذا المطر.

     مما ذكره الدكتور، أن المطر نعمة توجب العظة، والاعتبار، لقول الله تعالى: {كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}، وقوله تعالى: {فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحَمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى} وقوله تعالى: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ}، فالقادر سبحانه على أن يحيي الأرض الميتة الجدباء، قادر على بعث الناس بعد الموت، وعلى حسابهم.

  وختم الدكتور في خطبته الثانية، بالتأكيد على شكر هذه النعمة، بالقول، والعمل، فقال: إن الشكر بالقول يكون بحمد الله عز وجل، على ما أسدى من هذه النعم، وطلبه المزيد منها، أما الشكر العملي لهذه النعم فهو بالتفكر فيما تخرجه من خيرات.

المقاطع القصيرة

نعمة المطر

من دلائل قدرة الله تعالى وبديع صنعه في المطر

المطر رحمة وسبب للاستبشار والفرح

المطر نعمة توجب العظة والاعتبار

مما يجب علينا تجاه نعمة المطر