الشباب ومراعاة المشاعر – قضايا شبابية – الحلقة 37


الملخص

   استضاف برنامج “قضايا شبابية” الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، للحديث عن موضوع: “الشباب ومراعاة المشاعر”.

   بدأ الدكتور كلامه ببيان حقيقة مراعاة المشاعر، فقال: إن المقصود به أن يراعي الإنسان أحاسيس الناس، وينظر لما عندهم من رغبات، ومطالب، مشيرا إلى أن هذه القضية يدفع إليها أمران: أحدهما: حصول الإنسان على مصالحه، وحقوقه، الثاني: محافظة الإنسان على علاقته بمن يعيش بينهم، ويتعامل معهم.

  ونبه الدكتور على خطورة افتقاد المشاعر في حياة الناس، فذكر أن الإنسان الذي تخلو حياته من المشاعر، يكسب عداء الناس، ويعيش حياة صعبة، ويكون بؤرة للتوتر أينما وجد.

    وفي سياق الحديث عن التوفيق بين تقويم الأخطاء، ومراعاة المشاعر، قال الدكتور إن مراعاة المشاعر، لا تقتضي التغاضي عن الأخطاء، ولا عدم توجيه النقد للآخرين، ومثل لذلك بمحاسبة الطلبة على الغش في الاختبارات، فبين أن يلزم أن لا يتهاون في هذا الأمر، على أن لا يكون في ذلك إحباط للطالب، أو كسر له، فلا يتعارض العقاب، والمحاسبة على الأخطاء، مع مراعاة المشاعر، ولكن ذلك يكون بالحفاظ على كرامة هذا الإنسان، وفتح المجال له لكي يطور نفسه، ويصلح ما عنده من أخطاء.

  وتعرض للكلام عن أهم الناس الذين يجب أن تراعى مشاعرهم وهم: الوالدين، والإخوة، وفيما يخص مراعاة شعور الوالدين، حذر مما يفعله البعض من نقد تنسى فيه مكانة الوالد، فقد ينتقد الولد المستوى التعليمي لوالده، أو يشير لعدم مواكبته للمستجدات، ونحو ذلك، مؤكدا على ضرورة احترام الوالدين، وإظهار الاعتزاز بهم، وإشعارهم بأنه لا يمكن الاستغناء عنهم، وذكر أن هذا هو الخضوع، الذي يحقق معنى قوله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}.

   وبالنسبة لمراعاة مشاعر الإخوة، قال الدكتور إن الإنسان عليه يتغاضى عن الإساءات التي تحدث بينه وبين إخوته، وإذا أراد أن يستذكرها فيجب أن يكون قصده في ذلك المرح، والتسلية، إما إذا كان ذكرها يسبب الضيق، والحرج، فينبغي له التغاضى عنها.

  وحكى في هذا الصدد، ما ورد في قصة يوسف عليه السلام مع إخوته، فقد رموه في الجب، ثم بيع في مصر، إلى آخر القصة، فيوسف عليه السلام، حين جمع الله بينه وبين أهله، لم يتعرض لتلك المؤامرة، حفاظا على هذه الربطة، ومراعاة لمشاعر الإخوة، يقول الله تعالى، حكاية عن يوسف: {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ}، ولم يقل إن أخوته ظلموه، بل ذكر أن ذلك من نزغ الشيطان، يقول الله تعالى حكاية عنه: {مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي}.

وحول ما يمكن أن يجعل هذا الأمر سلوكا عاما في المجتمع، لخص الدكتور ذلك في ثلاثة أمور:

أحدها: أن يكون هذا سلوك من يقتدى بهم، وأصحاب القدوة في المجتمع هم: الأب، والأم، والمعلم، ونحوهم، فيجب أن يقوموا بهذا الأمر حتى يشيع بين الناس.

الثاني: يجب أن يحث أصحاب القدوة على مراعاة المشاعر، ويبينوا ما فيه من فوائد، فيحتاج إلى تحويل الأمر من سلوك إنساني، إلى مهارة تعلم في المدارس، ويتدرب عليها.

الثالث: تحويل التعابير اللفظية التي تستخدم للتعبير عن مراعاة المشاعر، إلى سلوك عام في المجتمع.

المقاطع القصيرة

مراعاة مشاعر الناس

لماذا تخلو حياة بعض الناس من المشاعر؟

خطورة افتقاد المشاعر في حياة الناس

التوفيق بين نقد الأخطاء ومراعاة المشاعر

مراعاة مشاعر الوالدين

مراعاة مشاعر الإخوة

كيف يمكن أن تتحول مراعاة المشاعر إلى سلوك عام في المجتمع؟

الحث على مراعاة مشاعر النساء