نخوة الجاهلية – خطبة الجمعة ٩ جمادى الأولى ١٤٣٩هـ


الملخص

  تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة، عن “نخوة الجاهلية”، وقد بدأ كلامه بذكر ما جاء في ذلك، مما أبطله النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الفتح، في خطبته، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية، وتكبرها بآبائها، كلكم لآدم وآدم من تراب”، وفي رواية أبي داود: “إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عُبِّيَّةَ الجاهلية، وفخرها بالآباء، مؤمن تقي، وفاجر شقي، أنتم بنو آدم، وآدم من تراب، ثم قال: ليدعن رجال فخرهم بأقوام، إنما هم  فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان”.

يقول الدكتور إن النخوة صفة محمودة؛ لكونها تدل على الحماسة، والمروءة، والمسابقة إلى أفعال الخير، لكن عندما توصم بالجاهلية، فنقول نخوة الجاهلية، أوُ عُبِّيَّةَ الجاهلية، فإنها تدل على التفاخر، والتعاظم، والتكبر، وهي صفات مرذولة، خسيسة، لا تنفك عنها النفس البشرية، فينبغي ملاحظتها، وعلاجها باستمرار.

   ويضيف مبينا معنى حديث أبي داود، في قوله صلى الله عليه وسلم: “مؤمن تقي، وفاجر شقي”، فيقول: معنى هذا أن الناس على أحد فريقين إما “مؤمن تقي” فلا ينبغي له أن يتفاخر أو يتعاظم أو يتكبر، بل يلتزم بقيم الإسلام، وأخلاقه، أو “فاجر شقي” إنما يفخر بأمر يغضب الله عز وجل، فلا يستحق أن يفخر بما يفخر به، بل عليه أن يتركه ويتوب منه.

  وفي إيضاحه لمعنى: “أنتم بنو آدم، وآدم من تراب”، يقول الدكتور: إن في هذا إعلان للمساواة بين البشر، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.

   ويقول أيضا في شرح، “ليدعن رجال فخرهم بأقوام، إنما هم فحم من فحم جهنم”: في الجاهلية كان الناس يتفاخرون بآبائهم، ويتفاخرون بمعاركهم، ويتفاخرون بنهبهم للأموال، فوضع الرسول صلى الله عليه وسلم هذا كله تحت قدمه، ونهى عن التفاخر بأقوام لم يفعلوا إلا ما يغضب الله عز وجل، حتى إنهم أصبحوا فحما من فحم جهنم، لا ينبغي التفاخر به.

   وحث الدكتور على معالجة النفس، من حب المدح، وحب الظهور، والتعاظم، والتفاخر، التي هي من الصفات الخفية، التي تبقى مغروسة في نفس الإنسان، مؤكدا على أن الإنسان عليه أن يتعهد نفسه، لئلا تتجاوز الحد، وتفخر بما يغضب الله عز وجل.

   وقد ختم الدكتور كلامه بالتحذير من بعض الظواهر الاجتماعية الخطيرة، التي ذكر أن الدافع لها يكون عادة التفاخر، وحب المدح، والشهرة، فتكون وسيلة إلى ما يغضب الله عز وجل، ومن ذلك أن يعمد الإنسان إلى عمل مباح، أو مندوب إليه، فيتجاوز فيه الحد، حتى يخرج من حيز المشروع، مثل المبالغة في الكرم، والاستدلال على ذلك بآيات الإنفاق، لكن هذا الكرم يتجاوز إلى الحد الذي يصل للإسراف، فقد يذبح الذبائح الكثيرة، التي يكون مصيرها الرمي في القمامة.

  ومن ذلك أيضا المبالغة في العبادات الظاهرة، كتتابع الحج، والعمرة المرة، تلو المرة، وكذا المبالغة في بعض الطاعات، حتى يخرج ذلك عن الحد المألوف، فيصبح استجلابا لمدح الناس وثنائهم.

المقاطع القصيرة

من أخلاق الجاهلية التي أبطلها الإسلام

ذم التفاخر بالأحساب

ظواهر اجتماعية مذمومة