تساؤلات شبابية(2) – قضايا شبابية – الحلقة 47


الملخص

سلط برنامج ” قضايا شبابية” الضوء على تساؤلات شبابية، مع ضيف البرنامج الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري.               

   تحدث في البداية، في خضم استعراضه لأكثر التساؤلات الشبابية ملامسة لهذه الحياة، وهذا الوجود، فنبه إلى حقيقة أن الإنسان كائن مخلوق، مكون من شقي الروح والطين، وهي معادلة يساعد فهم الإنسان لها في حلحلة الكثير من القضايا الشائكة.

وقال إن عنصر الطين في هذه المعادلة يفسر الحاجة إلى الأكل، والشرب، وإلى السكن، والتناسل، فيما تمثل الروح عنصر التكليف، والتكريم؛ هذا العنصر المتطلع للأخلاق، والعدالة، والحرية، لكن بمفاهيم تبدو منضبطة، ومتوازنة.

   وأضاف الدكتور: حين يتيه الإنسان عن تكوينه، ويرى أنه مجرد جسد، فسيظل مفهوم الحرية عنده محصورا في الحصول على الشهوات، والملذات، وأن يتكلم دون تقييد، ستكون الحرية باختصار “حرية حيوانية مطلقة”.

    وأكد الدكتور الأنصاري أن الإنسان إذا عرف أنه إنسان بالروح، والجسد معا، فإنه يتوق لحرية إنسانية ذات قيمة، حرية تختلف معها نظرته لمفاهيم المال، والترفيه، والمتعة، والحرية، مضيفا أن الفرق شاسع بين النظر إلى المال _مثلا _ كوسيلة لتحصيل الملذات والشهوات، وبين اعتباره وسيلة لتحقيق القيم العليا ونشر العدالة والمروءة.

وعن دلالة عنصر الطين في تكوين الخلق، قال الدكتور إن الإنسان خلق من مادة الأرض، التي سيعيش فيها، ويعمرها، كما أن عنصر الطين في تكوين الإنسان يرمز لوجود حاجات، ورغبات، مثل التزاوج، والتناسل، والأكل، والشرب، كميزات مشتركة، مع سائر أجناس الحيوان، مع اختصاص الإنسان بعنصر الروح، والعقل، الذي هو مناط تكليفه، وأداة استشعاره، للقيم العليا في هذا الكون.

   وفي حديثه عن قابلية الإنسان لإعمار الأرض، بما خص به من نعمة العقل، نبه على أن الإعمار بدافع الرغبة المجردة كالحاجة لبناء الصروح، والمصانع، هو إعمار مادي بحت، وهو فعلا منجز مهم لبقاء البشرية، لكنه ليس هو الإعمار المطلوب في هذا الكون.

وقال إن الإعمار الذي خلق الإنسان من أجله، هو الإعمار بمنهج الله تعالى، ووفق شريعته، وليس بمناهج اجتهادية تحددها الرغبات، ويحضر فيها عنصر الطين بقوة، مما يفتح الباب للأطماع العدوانية، التي تقود للحروب والدمار.

  وتناول الدكتور الأنصاري دور الشباب في إعمار الأرض، وشدد على ضرورة الحضور المتوازن لعنصري التكوين: الروح، والجسد، بمعنى أن يكون الإعمار المادي سلّما، وسببا، للإعمار الروحي، محذرا من أن التركيز على الإعمار المادي، يسهم في بناء حضارة مشوهة، لكن التركيز على النقاء الروحي هو الآخر، لا يبني حضارة أصلا، بل هو انعزال عن الحضارة.

   ودلّل الدكتور لفساد النظرة الأحادية، بما تسببه الشركات، والمصانع الضخمة، من جهة، وشركات الأسلحة، من جهة أخرى، من أضرار على البيئة، ومن قتل ودمار، ربما يؤدي لكوارث بشرية خارج الحسبان؛ كل هذا بدافع الربح، والمنافع المادية، دون إعارة أدنى اهتمام للقيم، ولحق البشرية في حياة كريمة، نقية.

   ونصح الدكتور الشباب باستحضار الشق الذهني من كيان الإنسان، أثناء عملية إعمار الأرض، محذرا مما ينتجه فقدان التوازن، بين الطين، والروح، من حضارة مشوهة، تنشر الأخلاق السيئة في المجتمع.

   وعن مسألة التخيير، والتسيير، أوضح الدكتور أن الإنسان مخير، بمعنى امتلاكه أدوات اختيار الخطأ، والصواب، لكنه في المقابل مسؤول عن اختياره، ومحاسب عليه.

وفي الختام نبه الدكتور إلى حقيقة أن العبادة لله تعالى تشريف من الله للعبد، والله تعالى غني عن العالمين، وأن العبودية محض تقريب، واختصاص، ولذلك وصف بها الحبيب صلى الله عليه وسلم في معجزة الإسراء العظيم.

المقاطع القصيرة

من أنا؟

مسألة خلق الإنسان من طين وما يميز الإنسان عن المخلوقات

مسؤولية الشباب في إعمار الأرض

هل الإنسان مخير أم مسير؟

لماذا أمرنا الله عز وجل بالعبادة وهو غني عبادتنا؟