تصحيح مفاهيم: أمانة الكلمة – خطبة الجمعة ٢٥ المحرم ١٤٤٠هـ


الملخص

   تعرض الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة، لموضوع “أمانة الكلمة”، فقال: إن النعمة العظيمة التي مكن الله عز وجل منها البشر، هي أمانة الكلام، الذي نقول، ونعبر به عما في أنفسنا، فهو أمانة، ومسؤولية، وسنسأل عنه يوم القيامة، {سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}.

   ونبه إلى أنه في هذا العصر أصبحت المقدرة على توصيل الكلام ميسورة وسهلة، بما يسره الله عز وجل للبشر من وسائل، وأدوات، فأصبح الواحد يستطيع أن يقول الكلمة، ويوصلها إلى الملايين في لحظة، بضغطة زر واحدة، قائلا: إن هذا الأمر أغرى البعض بتوصيل أي كلام، دون تبصر وتحقق من فائدته وجدواه على المجتمع، ودون تثبت في صدق ما يقول، وإذا نوقش مثل هؤلاء، فإنهم يقولون بأنها حرية التعبير، وكأن الحرية تعفيهم من مسؤولية الأمانة، وتبعاتها، التي كلفهم الله عز وجل بها.

   وأكد الدكتور على هذا المعنى، فقال إن الفرآن الكريم أوضح هذه المسؤولية، وبين أن الكلام معدود، محسوب، على الإنسان، يقول تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}.

   وأضاف الدكتور: هناك فرق بين من يتعامل مع الكلمة على أنها حق من حقوقه، يمارسه كما يشاء، في الوقت الذي يشاء، وبين من يتعامل مع الكلمة، على أنها مسؤولية، سيسأل عنها، ويحاسب على نتائجها.

   واستنكر ما يفعله بعض مروجي الإشاعات، الذين يشغلون أوقاتهم في رمي الناس بالأباطيل، باتهامات تصل لحد الطعن في الأعراض، ثم ادعاء أن لهم الحق والحرية في ذلك.

   ويفرق الدكتور بين نوعين من الناس في هذا الأمر، نوع ينظر لشهوة الكلام على أنها حق من حقوقهم، يمارسونه كما يمارسون أي شهوة من الشهوات بلا ضوابط ولا حواجز، وبين من يلتزمون بتعاليم ربهم فينظرون للكلام على أنه مسؤولية، فلا يتكلمون بلا هدف، ولا يقولون بغير دليل، ولا يثيرون من المواضيع إلا ما يرون أن في إثارته فائدة لهم، ولغيرهم.

وختم الدكتور بمحاذير _في هذا السياق_ منها الاستهزاء، والتنابز، والسباب، والشتائم، منبها إلى أنها تنافي الخلق والأدب.

 وحذر كذلك من اتهام الآخرين بالباطل، وترويج التهم، والشكوك حول الناس، وكذا إثارة الفتاوى الباطلة، التي تزرع الشك بين الناس.

المقاطع القصيرة

التحفظ والاحتراز في الكلام

الحث على التوقي من الكلام الذي لا مصلحة فيه

محاذير تنافي الخلق والأدب