الشباب والمنهجية في الدفاع عن النبي ﷺ  – قضايا شبابية – 84


الملخص

تناول برنامج قضايا شبابية الذي تبثه إذاعة القرآن الكريم بالدوحة في الحلقة “84” بتاريخ 02-11-2020، الموقف من الإساءة للجناب النبوي، وما ينبغي أن تكون عليه ردود الأفعال.

الضوابط التي تحكم علاقتنا بمن يسيء للنبي صلى الله عليه وسلم

وقد بدأ الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري بالحديث عن الضوابط التي تحكم علاقتنا بمن يسيء للجناب النبوي، انطلاقا من القرآن الكريم.

فذكر أن الضابط الأول في هذا هو قوله تعالى: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى} [آل عمرَان: 111]، فما ما يفعله الأعداء المنتقصون لجناب النبي صلى عليه وسلم لا يتجاوز الأذى وهو أذى يجب تفنيده والرد عليه.

أما الضابط الثاني: فهو قوله تعالى: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [الحجر: 95]، فقد تكفل الله عز وجل بالدفاع عن نبيه صلى الله عليه وسلم، {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} [التوبة: 40] لكن مواقفنا نحن من هذه الأحداث كما يقول الدكتور تستهدف أمرين:
*الأمر الأول: أن نحافظ على علاقتنا نحن بالرسول صلى الله وسلم وإيماننا وحبنا له، أما مقام النبي صلى الله عليه وسلم فهو مقام عال لا يستطيع أحد من البشر أن ينتقصه مهما افترى ومهما كذب.
*الأمر الثاني: مسؤوليتنا في تبليغ وبيان الرحمة المهداة، فالنبي صلى الله عليه وسلم هو الرحمة المهداة، وهو ما يحتم علينا التحرك للدفاع عنه صلى الله عليه وسلم، رغم أن مقامه محفوظ.

ويضيف الدكتور في تعداده لهذه الضوابط، ضابط آخر مستندا فيه على قوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286] ويقول: إنه حينما تحدث أحداث كبرى مثل هذه فكل واحد مكلف بما يستطيع من مقاطعة، أوتعبير عن رأي، أو شيء من هذا القبيل، {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} فكل إنسان له طاقة معينة ومحدودة، سوف يتصرف بها.

أما الضابط الأخير، فيقول الدكتور في شأنه: وهو مهم جدا في التعامل مع هذه الأمم والدول التي يصدر منها مثل هذه الاعتداءات قال الله تعالى: {لَيْسُوا سَوَاءً} [آل عمران: 113] فهذه المجتمعات نسيج مختلط متباين ومتشابك وإذا فهمنا هذا الشيء فيجب أن لا نتعامل بإجمال وبأحكام مطلقة.

وحول هذه الإساءات وكونها قد تتخذ فرصة للتعريف بسيرة النبي صلى الله عليه وتعليم وشمائله، ذكر الدكتور، بأنها قد تكون فرصة للتعريف بالإسلام وتعليم قيمه، فلو استغلت أحسن استغلال لعادت على الإسلام بالخير، ونبه إلى أن هذا ينصح به من لهم القدرة والطاقة، فالناس الذين يعبرون بعواطفهم لا يطالبون بمثل هذا الرد ولكن يطالب به من يستطيع {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}.

الإساءة للدين والمعتقدات والميزان الذي يحكم الردود الشعبية

• إساءات الغرب وما يصحبها من ردود
بين الدكتور أن قيم الحرية لا تبرر الإساءة للدين والمعتقدات، وذكر أن هذه الإساءات وإن كانت تتكرر باستمرار ضد رموز الإسلام، فإننا لا نراها تتكرر ضد رموز ديانات أخرى، وهذا ما يجعل قيم الحضارة الغربية اليوم على المحك، هذه القيم التي تحدث الناس عنها كثيرا أنها قيم حرية وعدالة ومساواة وإعلاء لحقوق الإنسان، فلو كانت هذه القيم بالفعل صادقة، لاحترموا الناس، وتركوا الاعتداء على رموزهم، والإساءة لمعتقداتهم.

وبالنسبة للردود الشعبية، اتجاه هذه الأفعال المسيئة، قال الدكتور بأن هذه الردود في الغالب تكون تلقائية، ولا ينبغي أن ينظر إلى أن فيها عاطفة زائدة، بل تدل على أننا أمة حية، فالأمة حين تستثار تشعر بقيمتها المنتهكة، فوجود رد الفعل مؤشر إيجابي، لكن هذه الردود ينبغي أن لا تتجاوز الدين، فتقدم أمثلة سيئة، كالتفجير، والتخريب ونحوه، فهذا لا يقبل بحال من الأحوال، ويبقى التعبير بالمقاطعة، أمر مقبول وينبغي النظر إليه بإيجابية.

وبخصوص ما يقوم به بعض النخب من نقد للجماهير، وتحميلهم مسؤولية ردود الأفعال، قال الدكتور بأن مثل هذه التصرفات تكون في بعض الأحيان مربكة للعامة وتشكك الناس في مواقفهم وتصيبهم بالإحباط، وذلك حين يقال بأن هذا الأفعال لا تجدي شيئا، وبهذا التصور نحرمهم من حرية التعبير.

وأكد الدكتور على أن مثل هؤلاء النخب يجعلون بعض الناس تشك في أفعالهم بل قد يتهمونهم بالعمالة والتخاذل عن نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى إن هذا ليس هو الوقت المناسب لتوجيه الجماهير، فهناك مراكز بحث وجامعات ومؤسسات رأي هي التي ينبغي أن يتوجه إليها هؤلاء النخب والمفكرون مباشرة لكي تتحرك وتخاطب الطرف الآخر.

وعن ما يلاحظ على من ينتسب لأهل الإسلام، ويبرر الإجراءات العدائية ضد الدين والنبي صلى الله عليه وسلم ويحمل المسلمين مسؤولية ذلك، أجاب الدكتور بأن العالم في هذه الأيام ينقسم إلى معسكرين كبيرين معسكر يعلي من شأن الإنسان وشأن الأديان والقيم ومعسكر يتجاوز كل هذا ويعتبر الأخلاق والقيم أمر غير ثابت، والإنسان كائن متحول حسب زعمهم ضاربين بذلك كل القيم والعلاقات الإنسانية والخلق الحميد، كما يقول الدكتور.

وينبه إلى أنه يوجد في مجتمعاتنا من يتبنى هذا الفكر ويتقنع وراء أسماء إسلامية، وهو منعزل عن قيم الأمة، ويقف في صف واحد مع هذا التعالي والاستكبار اليميني القبيح الذي نراه في الغرب.

ويشدد الدكتور على أن مقام النبي صلى الله عليه وسلم ليس للمساومة فهو يهم جميع المسلمين، فمن لا يتمعر وجهه ولا يدافع عنه ولا يرى الدفاع عنه مبررا، هذا إنسان في انتمائه شك، مضيفا إلى أن هذه ليست المرأة الأولى التي يسقط فيها هؤلاء المفكرون، فقد تكرر منهم الوقوف ضد قضايا الأمة، ويفترض أنهم انكشفوا أمام الجميع، فهؤلاء يصنفون خارج خانة الأمة.

• منهج التعامل مع الدول الغربية، في قضية الإساءة
وحول حديثه عن فهم النسيج الغربي، وهل الغرب على نمط واحد؟ ذكر الدكتور ما أكده في القاعدة السابقة من الآية الكريمة: {لَيْسُوا سَوَاءً} [آل عمران: 113] فنبه على أن الدول الغربية عموما عبارة عن نسيج متشابك ومتداخل فيه حكومات، وأحزاب وفيه مؤسسات إعلامية، وجامعات ومراكز بحث كذلك، هذا النسيج فيه من يتعاطف مع المسلمين وفيه من يعاديهم فيجب أن يفهم الغرب بهذه التركيبة، وأن نحاول أن نوجه خطابنا لكل فئة من هذه الفئات بشكل يناسب موقفه من قضايانا.

وأضاف الدكتور أنه يجب أن لا يكون لنا خطاب واحد يتعامل مع الغرب على أنه كتلة واحدة، فذلك خطأ كبير ينم عن قصور علمي، وضحالة في التفكير، فيلزم أن يكون لكل فريق خطاب على حدة، فبالخطاب الواعي يمكن اكتساب يعض منهم في صفنا، وتحييد فئات كثيرة كذلك، كما يمكن ردع فئات أخرى، لتبقى فئة بسيطة تنتهج معها لغة الشدة والمواجهة حسب ما يقول فضيلة الدكتور.

وختم حديثه ببيان أن هذا التعامل هو منهج نبوي، فذكر أن كل من تعامل معهم النبي صلى الله عليه وسلم، من اليهود أو قريش، أو من قبائل العرب الأخرى، تعامل معهم أنهم بشر مختلفون، ففيهم من يمكن استمالته وفيهم من يمكن تحييده، وفيهم من تتحتم مواجهته، ومن يقرأ السنة يجد في هذا الصدد أنماطا من تعامل النبي صلى عليه وسلم.

المقاطع القصيرة

الضوابط التي تحكم علاقتنا بمن يسيء للجناب النبوي

من أنماط الردود الإيجابية على الإساءة لهذا الدين

قيم الحرية لا تبرر الإساءة للدين والمعتقدات

ما يقبل من الردود الشعبية على الإساءة، والميزان الذي يحكمها

ما ينبغي أن يكون عليه موقف النخب وأهل الفكر من حادثة الإساءة للدين والمعتقد

من يدعي الإسلام، ويهون من الإجراءات العدائية ضد مقام النبوة، والموقف من ذلك

منهجية التعامل مع الدول الغربية، وهل يعاملون على أنهم كتلة واحدة؟