يدبر الأمر – خطبة الجمعة ١٧ صفر ١٤٤٠هـ


الملخص

  تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة، عن تدبير الله للكون، فاستعرض بعض الآيات القرآنية التي تبين عظمة الله عز وجل في تدبير أمر الخلائق، من ذلك قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ}، وقوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا، ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ، وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ، كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى، يُدَبِّرُ الْأَمْرَ، يُفَصِّلُ الْآيَاتِ، لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ}، وقوله تعالى: {لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ}.

   ونبه إلى أن من يدرك حقيقة تدبير الله لأمر الخلق، ويتحقق بهذا المعنى، فإنه يعيش مطمئن البال، هادئ النفس، واثقا من حسن العاقبة، وأن من تغيب عنه هذه الحقيقة، فإنه يظن ويتخيل أنه من يتحكم في الأمور، ويخطط لشؤون الحياة، لكنه سيتفاجأ أنه لا يملك من الأمر شيئا، وأن الله وحده هو من يدبر الأمر.

   ويقول الدكتور إن الإنسان إذا جعل قراراته، وتصرفاته، على مراد الله عز وجل، فإن الله عز وجل يدبر له الخير وييسره له، وإن بدا له في مبدإ الأمر صعوبة تحقيق مراده، وإذا جعل الإنسان قراراته، وتصرفاته، على الضد من مراد الله فإن عاقبته ستكون وخيمة، والأمور لن تسير لصالحه، وإن بدا له في مبدإ الأمر أنه يحقق نجاحا، فليس هذا النجاح إلا استدراج، وإمهال، لقول الله تعالى: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}.

وقد تكلم الدكتور في الخطبة الثانية، عن الطغيان وعاقبته السيئة، فقال إن هنالك ارتباط واضح في كتاب الله عز وجل بين الطغيان، والظلم، وبين انطماس البصيرة، لما ورد في قوله تعالى:  {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} وقوله تعالى {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}، وقوله تعالى {مَن يُضْلِلِ الله فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} وقوله تعالى:{وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}، ويقول الله تعالى {وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}، ثم أردف هذا معلقا بقوله: واضح أن الطغيان، والظلم، ومجانبة الحق، تؤدي بالضرورة إلى العمى، والتيه، والضياع.

المقاطع القصيرة

بيان عظمة الله عز وجل في تدبير أمر الخلائق

تدبير الله في قصة موسى عليه السلام مع فرعون

ما يكون به تدبير الخير للإنسان

العاقبة السيئة للطغيان