الشباب وثقافة الزهد – قضايا شبابية – الحلقة 65


الملخص

    سلط برنامج قضايا شبابية الضوء على موضوع “الشباب وثقافة الزهد”، واستضاف لهذا الغرض الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري.

   في مستهل الحلقة تحدث الدكتور عن مفهوم الزهد، فقال: إن الزهد هو التقلل من الدنيا، بترك الكماليات، وما يشغل عن لله عز وجل، مشيرا إلى أن هذا المفهوم بدأ ينتشر في الغرب، تحت عنوان التقلل من المقتنيات، والأشياء المحسوسة، في سبيل التركيز على السلم النفسي.

وعرف الدكتوربمفهوم الزهد في الثقافة الغربية، فذكر أن ثقافة الزهد لا تختص بالدين الإسلامي، بل توجد في الديانات الأخرى، لكن بأسلوب مختلف، يمارس بانحراف، ويخلط بين الزهد، والفقر، وبين الزهد، وتعذيب النفس، منبها إلى أنه في الغرب يسمى بالتقليل، وهو قريب من لفظ الزهد عند المسلمين.

وأضاف الدكتور: موضوع التقليل اليوم ثقافة موجودة في الغرب، وبدأت تصبح طريقة للحياة، ويقصد أصحاب هذا التوجه فهم الحياة بشكل أعمق، والتركيز على المعاني، والأهداف الكبرى، كما يعملون على التخفف من الانشغال، وصرف الوقت في الأشياء التي يرون أنها لا تضيف شيئا ذا قيمة لحياتهم، وقد وأصبح هذا النمط من السلوك ثقافة سائدة في العصر الحديث.

ويقول الدكتور: إن بعض الناس يفهم الزهد على أنه دروشة، وارتداء للمرقعات، وتسول لما في أيدي الناس، وهو خلاف المقصود منه، لما في هذه الأفعال من لفت للأنظار، والدعوة للكسل، والاقتصار على المظاهر الشكلية، مؤكدا على أن ثقافة الزهد ممارسة شخصية، وليست للدعاية والترويج، بل يراد منها التقلل من الدنيا، والانشغال بما عند الله عز وجل.

ونبه على أن الزهد وسيلة للحياة الطيبة؛ لأن الزهد يشغل الإنسان بالمعاني الكبرى، التي هي سبب للراحة النفسية، وبالتالي هناك ارتباط وثيق بين الزهد والحياة الطيبة، ثم تساءل عن مدى حصول الحياة الطيبة للإنسان غير الزاهد؟ فقال: إنها قد تحصل إذا ركز الإنسان على المعاني الكبرى، ووظف غناه، وثروته، في خدمة هذه المعاني.

وأكد على هذا المعنى فقال: إن من يتخذ الزهد وسيلة لتحقيق المقاصد التي خلق من أجلها الإنسان، هو الذي ينال  الحياة الطيبة، أما من يتخذه لمقاصد أخرى، كاستجلاب إعجاب الناس، ونحو ذلك، فلن يحيى هذه الحياة الطيبة التي وعد بها المؤمنون.

وختم الدكتور بالكلام عن مظاهر من الزهد في حياة الناس، فذكر من ذلك، ثقافة إعادة الاستخدام، التي بين أنها من المظاهر الدالة على هذا الأمر؛ لكونها تتعارض مع الرغبة في الاستهلاك، ممثلا لذلك بشراء الأشياء، واستخدامها باستمرار.

وقد أشار لمصالح في ثقافة إعادة الاستخدام، مثل توفير الموارد، والمحافظة على البيئة، منوها بالأثر الإيجابي لها في حياة المجتمع، وآملا أن توجد هذه الممارسات، والمعاني، مستقبلا في أوساط الشباب.

  من مظاهر الزهد التي تعرض لها الدكتور كذلك الإيثار، ومثل لذلك بترك اقتناء أشياء جديدة لا تظهر الحاجة لها، سعيا لتمكين الغير من شرائها، مشيرا لمعنى يتجلى فيه الزهد، وهو إيثار الغير بالمسائل الثمينة عند الشراء، والاكتفاء للنفس بالأشياء الأقل ثمنا.

– المقاطع القصيرة

مفهوم الزهد

الفرق بين الزهد والورع

ثقافة الزهد المفقودة

مفهوم الزهد في الثقافة الغربية

تصحيح مفهوم حول ثقافة الزهد

الزهد وسيلة للحياة الطيبة

الزهد سبيل للارتقاء المعنوي

من مظاهر الزهد

..