الدعاء للذرية – خطبة الجمعة ١١ شوال ١٤٤٠هـ


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة عن الدعاء للذرية، فبدأ بالحث على الدعاء للذرية، وبيان الحاجة له فقال: إن مما نحتاجه في حياتنا حاجة ماسة ويغفل عنه كثير من الناس الدعاء للأولاد بالصلاح في أحوال الدنيا وأحوال الآخرة، الدعاء للبنين وللبنات الدعاء للذرية بالصلاح والاستقامة على دين الله، أمر نحتاجه حاجة كبيرة في تربيتنا لأبنائنا ويحدثنا القرآن الكريم عن الدعاء للذرية وعن طلب الذرية، كما حصل مع زكريا عليه السلام {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا}.

   ويذكر الدكتور بأن الدعاء لهم يكون بالثبات على الدين والتوحيد والمحافظة على الصلاة كما في أدعية إبراهيم عليه السلام، الذي كان يدعو لذريته بالصلاح وأن يكونوا من أهل التوحيد والدين الصحيح، وحين اختاره الله إماما للناس دعا لأبنائه وذريته {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا، وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ. رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ، فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي، وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40)}.

ويتعرض في هذه الخطبة، للمسائل التي تعين على صلاح الذرية، فيقول: “إذا أردنا لأولادنا الصلاح والاستقامة، وسعة الرزق والحفظ والإعانة من الله عز وجل، فعلينا بأمرين الأمر الأول: الصلاح والتقوى في خاصة أنفسنا، ولنتدبر في ذلك قوله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} ولنتدبر أيضا قوله تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} يقول بعض المفسرين: أن الأب المقصود هنا هو الجد السابع، فالصلاح يؤثر في الذرية إلى مدى بعيد والأمر الثاني: الدعاء للذرية بخير الدنيا والآخرة فيما يرضي الله عز وجل، الدعاء لهم بخير الدنيا بسعة الرزق بحيث لا يحتاجون إلى أحد من خلق الله، أما الدعاء بخير الآخرة فالدعاء لهم بالثبات على الدين في زمن الفتن، والدعاء لهم بالاستقامة على المنهج الصحيح.

وقد ختم الدكتور خطبته بتوجيهات في الدعاء للأبناء، فأرشد الآباء إلى بعض الأمور في هذا الصدد، وأول هذه الأمور: إسماع الأبناء الدعاء، يدعو لهم على مسمع منهم لكي يتأثروا، وتبنى هذه الرابطة معهم، وبينهم وبين الله عز وجل.

الأمر الثاني: استخدام الدعاء في التربية، فإذا أراد الأب تربية الأبناء على أمر، عليه أن يسمعهم الدعاء بهذا الأمر، فإذا أراد منهم أن يكونوا محافظين على الصلاة، فليسمعهم الدعاء بالمحافظة على الصلاة.

الأمر الثالث: التحدث إلى الأبناء عن مقدار الدعاء لهم بالسر، يحدثهم عن الأوقات الذي يدعو لهم فيها، فهذا يغرس في نفوسهم حب الدعاء، ويغرس فيهم أيضا البر.

الترغيب في الدعاء الصالح للذرية

مما يعين على صلاح الذرية

توجيهات في الدعاء للأبناء