احترام الكرامة الإنسانية – خطبة الجمعة ٢٠ رجب ١٤٣٩هـ


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة، عن احترام الكرامة الإنسانية، فقال إن الإنسان كرمه الله عز وجل، وفضله على جميع المخلوقات، بما أعطاه من نعمة العقل والتكليف، يقول تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}.

وأضاف: “الإنسان إذا حاد عن منهج الحق، فقد رفض تكريم الله عز وجل له، فأصبح أسوأ من الدواب، {أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ}، الله عز وجل يعطيه الكرامة، و يخلقه في أحسن تقويم، لكنه يأبى إلا أن يترك مسلك الحق، ويتبع الهوى، {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي ءاتَيْنَهُ ءايَتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)}” 

وقال أيضا في هذا المعنى: “الإنسان إذا ترك منهج الحق، لا يفقد الكرامة فحسب، بل بيده يخرب هذه الكرامة الإنسانية، ويعتدي عليها، يعتدي بالقتل والتشريد، فيستحل الأرواح والأموال، ما يحدث في العالم من حروب ونزاعات، سببه ارتكاس هذه الفطرة، وانحراف بعض البشر عن منهج الحق، فيضلون ويضلون، وينتهكون الكرامة الإنسانية، ويذلون بني البشر، وينقلبون إلى وحوش، ترونهم لا يقتنعون بالقتل، بل يتفننون فيه، ويمثلون بالجثث ويحرقونها، يقتلون الأطفال  والنساء، ويهدمون البيوت على رؤوس أهلها، ثم يدعون أنهم أهل الحضارة، أنهم أسياد المدنية، وقد كذبوا وقد كذبوا، فقد ارتكسوا عن منهج الحق وابتعدوا عنه كثيرا”.

وقد تعرض الدكتور لبعض مظاهر انتهاك الكرامة الإنسانية، فقال إن ظواهر قديمة لكنها تتجدد بصور شتى، فمن هذه الظواهر، ظاهرة الاستعباد والاسترقاق وهي أن يجعل الإنسان أخاه الإنسان رقيقا مملوكا عنده

مشيرا إلى أن هذه الظاهرة تتغير صورها وتتشكل، وأنها اليوم موجودة بصور شتى في المجتمع، حيث يقوم بعض الناس باستجلاب العمال من الدول الخارجية، بزعم أنهم يعطونهم عمل، ثم يتركونهم في المجتمع دون راتب ومأوى، بل يطلبون منهم إتاوات.

ثم ذكر الدكتور ظاهرة أخرى، وهي أكل أجرة الأجير، وتأخير حقه، قائلا: إذا استأجرت أجيرا فوف إليه حقه، عند انتهاء عمله، ولا تؤخر عنه أمواله وحقوقه، وقد توعد الله عز وجل هؤلاء، بأن يكون خصمهم يوم القيامة، روى البخاري – رحمه الله – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي، ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا، فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُوفِهِ أَجْرَهُ “.

مصير من حاد عن سبيل الحق

ترك منهج الحق سبب للانحراف، والاعتداء.

من مظاهر انتهاك الكرامة الإنسانية

استنكار جريمة قتل حفظة كتاب الله، والحث على الاعتناء بالقرآن