شدة الفتن لا بد منها – خطبة الجمعة ٢ رمضان ١٤٣٩ هـ


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة عن واقع الفتن، فبدأ بالتعريف بالفتنة، فقال إن معناها في اللغة، تعريض المعدن من ذهب، ونحوه للهب الشديد حتى يخرج خالصا لا شوائب فيه، ثم أوضح دلالة هذا المعنى فذكر أن مداره على الاختبار، والامتحان والابتلاء، ليخرج معدن الناس نفيسا خالصا لا شوائب فيه، ولكي يظهر القبيح رخيصا رديئا، لا قيمة له، {الم. أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}.

وقد بين الدكتور في هذه الخطبة الحكمة من الفتن: ” الفتن يتعرض لها الإنسان في شخصه، وتتعرض لها الأمة في مجموعها، والحكمة من تسليط الفتن على الناس، تخليصه معدن الإنسان من الشوائب والخلل والنفاق وحب الدنيا، وتخليص معدن الأمة من المنافقين والمرجفين، و من لا خلاق لهم، تخليص الأمة من رموز وشخصيات، تصدروا المجتمع لبسوا الحق بالباطل، تكلموا بالحق، وأرادوا الباطل، لبسوا على الناس مفاهيمهم وشوشوا تصوراتهم، هنا تأتي الفتن والامتحانات والابتلاءات{لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.

كما نبه الدكتور في هذه الخطبة على أن اشتداد الفتن دليل على اقتراب النصر، {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ، وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}، مردفا هذا بالقول: ما يحدث في فلسطين هو حلقة من حلقات هذا الابتلاء، وإنه زائل لا محالة، ولكن سيسقط في هذا الاختبار أناس كثيرون، وسيحترق بنار هذه الفتنة، أناس كثيرون، من الرموز والمتصدرين، لا يخيفنكم سقوطهم وتهاويهم، فإنما هم كالدخن والخبث، يخرج كثيرا، لكن لا قيمة له، ويصطفي الله عز وجل لنصرة دينه أقواما، يكون لهم تأثير أكبر، في معادلة الصراع مع العدو.

وقد حث الدكتور في الخطبة الثانية على اغتنام شهر رمضان، فقال إن المساجد قد امتلأت بالمسلمين المرابطين القائمين الداعين، يرجون رحمة الله ويطلبون النصر في هذه المعركة، كما أن هذه الليالي ليالي عتق من النار، مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم، “إن لله عتقاء في كل ليلة”، هؤلاء الذين عتقوا، ونجوا من قبضة الشيطان، سيقضون باقي الشهر وهم يرتقون إلى الله، ويصعدون في درج المعالي سيرا إلى ربهم.

وقال أيضا: نحث الجميع على الاستمساك بهدي الله، واللجوء إلى المساجد، في أوقات الصلوات والقيام والدعاء وتلاوة القرآن، وحفظ اللسان في نهار رمضان.

تعريف الفتنة

الحكمة من تسليط الفتن على الناس

اشتداد الفتن مؤذن بالاصطفاء والنصر

الحث على اغتنام شهر رمضان