قوة الأخلاق – خطبة الجمعة ٣ جمادى الآخر ١٤٤٠هـ


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، في هذه الخطبة، عن قوة الأخلاق، فقال: “من القيم المهمة، في تكوين الأفراد والأمم، قيمة القوة، فقد حث عليها الإسلام، فعلى مستوى الأمة، يقول الله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}، وعلى مستوى الفرد، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ” المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف” “.

وينبه الدكتور إلى القيمة الأهم، في هذا، والتي هي جوهر وروح هذه القوة، والتي يسميها قوة الأخلاق، يقول الدكتور: هي نوع من القوة الناعمة، التي تؤثر في الناس دون ضجيج، ودون إراقة دماء ودون حروب، فإذا بها تغيرهم وتحولهم، قوة الأخلاق، أبعد أثرا في العدو، وأشد تغييرا له، قوة الأخلاق، هي التي تهزم عدوك هزيمة حقيقية كاملة، فإذا هو صديق لك، ومعجب بك، متبع لمبادئك، {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.

ويؤكد الدكتور هذا المعنى، فيشير إلى تأثير قوة الأخلاق، وصناعتها للقدوة، فيقول: إن قوة الأخلاق تجعل الفرد مؤثرا في غيره، حائزا على إعجابهم، يتمنون أن يكونوا مثله، في قوة الخلق والتأثير، وإذا كانت القوة الصلبة تجعل الفرد مخوفا، يتجنبه الناس، وتجعل الأمم مرهوبة، يتحاشى الناس الصدام معها، فإن قوة الخلق تجعل الفرد والأمم، نماذج يتهافت الناس على تقليدها، واتباع آثارها. ويختم الدكتور في الخطبة الثانية ببيان أن لا تضاد بين القوة الصلبة في معناه العام، وقوة الخلق، منبها إلى أن قوة الأخلاق، هي المكمن الحقيقي الذي يجعل قوة السلاح، وقوة البدن، خادمة للمبدأ الأساس، الذي نعيش من أجله، مردفا بالقول: لا مانع أن يهتم الوالد بتنمية أبنائه جسميا، وتدريبهم على بعض الألعاب القتالية، أو غيرها؛ لكي يدافعوا عن أنفسهم، ولكن من المهم جدا، أن لا يهملوا هذه القوة الحقيقية، التي تكسب القلوب حول الإنسان، والتي تؤثر التأثير الإيجابي في المجتمعات.

القيمة العظيمة لقوة الخلق

قوة الأخلاق يكون بها التأثير وتصنع القدوة

القوة الحقيقية قوة الأخلاق