الشباب والتعامل مع الفتوى – قضايا شبابية – الحلقة 28


الملخص

قال الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري: إن من الإشكالات التي يتعرض لها الشباب في عصرنا الحاضر، قضية التعامل مع الفتاوى الدينية، فأصبحنا نواجه سيلا من الفتاوى، فيها شقاق واختلاف، تثير حيرة في النفوس، بل أدت ببعض الشباب إلى فقدان الثقة في العلماء، وربما وجد منهم من تشكك في الدين.

    وأضاف الدكتور في حديث لبرنامج قضايا شبابية: ” الفتوى جزء مهم من حياة المسلم، والتجرؤ عليها فيه خطورة كبيرة، تمس حياة المجتمع، وتثير الفتنة فيه، لكن لنعلم أن من يفزع إليهم الناس في الفتوى، لا يتمتعون بدرجة واحدة في العلم والتدين، وليس لهم نفس الملكات العقلية في فهم النصوص، وبالتالي يأتي الاختلاف في هذه المسائل والفتاوى.

وقد أوضح الدكتور هذا الأمر وبين ما يسوغ فيه الخلاف، فذكر أن المسائل الظنية هي مجال ذلك، منبها إلى أن الحكم فيها تختلف فيه وجهات النظر، وأشار لبعض الأمثلة، التي تخص هذه المسائل، الخارجة عن قواعد الدين وقطعياته، مثل: بعض هيئات الصلاة، في طريقة الجلوس، ووضع اليدين بعد التكبير، وكأحكام اللباس والزينة، وكذلك المسائل المستجدة في العصر الحاضر، كالمشاركة في الأسهم، ووسائل التجميل، وغير ذلك، فكل هذه الأمور مجال للفتوى والاختلاف، ويصعب الاتفاق عليها.

وقد وجه الدكتور نصيحة للشباب في هذه المسألة فقال: الذي أنصح به الشباب، إذا احتاجوا لمعرفة الحكم الشرعي، الذهاب إلى من يوثق بعلمه، أو الاعتماد على موقع إفتاء محل ثقة، والعمل بذلك لخاصة أنفسهم، والحذر من إفتاء الناس بها، والإنكار على من يخالفها، مردفا هذا بقوله: أنصح الشاب إذا لم يكن متخصصا في الشريعة، أن لا يعرض الفتاوى لغيره، بناء على مسألة قرأها، لكونه لا يدرك ظروف الفتوى، ومدى انطباقها على الواقع.

 وقد حذر الدكتور من تجار الفتاوى، وحث على اتباع العلماء الثقات، فقال: الشباب اليوم قد لا يكون عندهم من العلم، ما يميزون به قوة الدليل، لكن لديهم من العقل ما يفرقون فيه بين العلماء الأثبات، وأشباه العلماء، تجار الفتاوى، الذين ينتشرون هذه الأيام، فهؤلاء ليسوا أهلا للثقة ولا يؤخذ عنهم.

   وقد ختم الدكتور، بالتأكيد على هذا المعنى، والتنبيه على نصائح في هذا الباب، بين فيها بعض الصفات التي تميز هذا الصنف، الذين يسمون بأنهم علماء، يقول الدكتور: قد يقول الشاب كيف أفرق بينهم، وكلهم يتحدث بالآية والحديث، خذ هذه العلامات ولن يغرك الشخص الذي يستشهد بالآيات والأحاديث، في غير موضعها، العلامة الأولى: الشخص الذي يصدر منه الكلام السخيف الذي لا يليق بالدين، لا تثق في عقله ودينه، ولا تعتبره مصدرا للفتوى، فأصحاب هذه الصفة يتصدون للفتوى، ولهم انتشار كبير، ويكثرون من ذكر السخافات، التي لا تدخل العقل.

العلامة الثانية: طول اللسان، وقلة الأدب، فالشخص الذي لا يتورع عن السب والقذف، وهتك الأعراض، ونعت الناس بأقبح الأوصاف، لا يصلح أن يؤخذ عنه الدين، ولا أن يوثق في علمه، وإن لبس العمامة، وتحدث بقال الله وقال الرسول. العلامة الثالثة: التعصب، من يتعصب لمدرسته، ويرى أن رأيها هو الصواب، وأن ما عداه من الآراء مخالف للدين والعقيدة، ثم يتبين أن ما يقوله يحتمل الخلاف، بل فيه أقوال معتبرة لأئمة كبار، فهذا كذلك لا يوثق بعلمه، ولا يؤتمن على الدين، فهي إذن ثلاث علامات، تبين من يؤخذ عنه، ومن لا يجوز الأخذ عنه.

المقاطع القصيرة

من إشكالات الفتاوى في واقعنا اليوم

المسائل الظنية يسوغ فيها الخلاف

نصيحة للشباب في التعامل مع الفتاوى

من مساوئ اعتماد الفتاوى دون علم وتثبت

التحذير من تجار الفتاوى والحث على اتباع العلماء الثقات

صفات لا تكون فيمن يوثق بعلمه