العشر الأواخر – خطبة الجمعة ٢١رمضان ١٤٣٨هـ 


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة، عن العشر الأواخر من رمضان، فحث على اغتنامها، فقال: “على الإنسان أن يبادر إلى اغتنام هذه الأيام، بالأعمال الصالحة، ففي هذه الأيام تتنزل الرحمات، والمغفرة، والرضوان من الله عز وجل، فيها ليلة يفرق فيها كل أمر الحكيم، الليلة التي أنزل الله عز وجل فيها القرآن، {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}”.

    وقد حذر الدكتور مما يقع فيه بعض الناس، من انشغال بترقب ليلة القدر، عن العبادة والطاعة، منبها إلى أنها أخفيت في هذه العشر، وأن إشغال الساعات المباركة، بالنقاش في كيفية معرفتها، وتصوير الشمس، ونحو ذلك، مما لا ينطبق عليه معنى الحديث الشريف.

    تعرض الدكتور كذلك لما يسن ويشرع في هذا العشر، وهو سنة الاعتكاف، وأشار إلى حقيقة هذه العبادة، فقال: “سنة الاعتكاف هي الانقطاع للعبادة في مسجد من بيوت الله، للعبادة، والذكر، والاستغفار، والدعاء، وقراءة القرآن، وترك اللغو، والكلام الذي لا طائل منه، لذلك نوصي من يستطيع أن يعتكف في هذه العشر فليفعل، ومن لم يستطع، فلا أقل من أن يغتنم ساعات منها، فإن بعض العلماء يجيز للمسلم أن يعتكف ساعات، مثل: ما بين الصلاتين، أو ما بين الأذان والإقامة، ونحو ذلك”.

   مما نبه عليه الدكتور في هذه الخطبة  أيضا، التفريط الذي يقع في أول الشهر، وذكر أنه يجب أن لا يدفع لليأس، والقنوط، يقول الدكتور: الأيام التي فاتت من رمضان، وحصل فيها تقصير، لا ينبغي أن تكون عامل إحباط، أو يأس، من رحمة الله، فقد تأتي الرحمة في أي لحظة من اللحظات الشهر، فلا تستكثر رحمة الله على نفسك، ولا تستعظم ذنبك، في جنب مغفرة الله، يقول الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.

    كما حث على الإكثار من الدعاء في رمضان، فقال: نوصي بكثرة الدعاء، فالدعاء هو مخ العبادة، والدعاء هو العبادة، وهو عنوان التذلل لله، والتضرع والإخبات إليه، ولقد ربط الله عز وجل الدعاء مع رمضان، فقال سبحانه وتعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.

وقد ختم كلامه بالتحذير من البطر والإسراف في الطعام، والشراب، والمظاهر، منبها إلى أن من دروس المحنة التي مر بها البلد، التذكير بوجوب شكر الله عز وجل على نعمه، بتوجيهها التوجيه السليم، وترك التفاخر، والتكبر، والبطر، في اظهار هذه النعمة، فلا نكون كالذي في قوله تعالى: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي}، بل هي نعمة من الله عز وجل، ينعم بها على العبد، ويبتليه فيها؛ لكي يرى كيف يصنع.

– المقاطع القصيرة

العشر الأواخر موسم لاغتنام الخير

ما يقع من الانشغال بترقب ليلة القدر عن العبادة والعمل الصالح

مما يسن ويشرع في العشر الأواخر

التفريط في أول رمضان يجب أن لا يدفع لليأس

الحث على الإكثار من الدعاء في رمضان

من دروس المحنة التذكير بالنعم والابتعاد عن الإسراف والبطر