رياض الجنة – رمضان 2020 – الموسم 8 – الحلقة 5


الملخص

قال الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري: إن الحكمة من تشريع مواسم الخير، هو أنها تصل بالله عز وجل، وتذيق طعم العبادة، فإذا ذهب الموسم، بقيت اللذة، وتمكن التشوق، وزاد القرب منها، ومحاولة التمسك بها، واستبقائها لأطول فترة ممكنة.

   وأضاف الدكتور في حديث لبرنامج رياض الجنة: يجب أن ندرك أن الشارع في وضعه لأجور هذه الأعمال، إنما يقصد فهم معانيها، والتعمق فيها، فبدون فهم المعاني، لا يحصل مقصود العبادة.

      وقد ذكر الدكتور الأنصاري، بأن معاني العبادة تدور على معنيين: المعنى الأول: التعرف على الله عز وجل، بأسمائه، وصفاته، وعظمته، المعنى الثاني: معرفة حقيقة العبد، وضعفه، وافتقاره، والحاجة الكاملة لمولاه سبحانه وتعالى.

    تناول الدكتور مسألة تحري ليلة القدر في العشر الأواخر، والمعنى العظيم في ذلك، فقال: وضع علامات لليلة القدر، والحث على قيامها، إنما مقصوده الوصول إلى لذة العلاقة بالله عز وجل، وتقوية الصلة به سبحانه، ولا يراد منه قيام تلك الليلة فقط، لتحصيل الأجر والثواب. 

وقال أيضا: حينما تشتاق للعبادة وللقيام، هل ستنتظر ليلة القدر؟  بل ستبحث عن الليالي التي تكون فيها حاضر القلب، قريب الدمعة، مصاحبا للخشوع، هذا هو مقصود ليلة القدر، أما علامات هذه الليلة، فهي من المبشرات، منبها في هذا السياق على ما يقوم البعض، مما يتعارض مع هذا المعنى، من انشغال بتتبع العلامات، وترك العمل في هذ الليالي.

   تحدث الدكتور عن مشاعر وخواطر امتاز بها شهر رمضان، الذي جاء في ظل هذه الجائحة، فقال: رمضان هذه السنة، شعرت فيه بالاعتماد الكامل على الله وحده لا شريك له، فكان التوحيد خالصا لله عز وجل، مع استكانة وتضرع، تشعر أن الله عز وجل يأخذ بيدك إليه، ويقربك منه، ثم إن هذا المرض، يبعث في القلب مشاعر الخوف، فيحول هذه المشاعر إلى استكانة، وتضرع، والتجاء إليه سبحانه وتعالى.

   ميزة أخرى أشار إليها الدكتور، وهي مسألة أخذ الدروس، والعبر من واقع هذه الكارثة، فيقول: هذا العذاب سيكشف، لكن ماذا سيكون حال الناس بعده، يقول الله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ}، الله عز وجل يحذرنا من أن نعود لما كنا عليه، دون استفادة من أحداثه، بالعودة إلى ما كان قبل نزول البلاء، يقول سبحانه وتعالى: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُون}، كيف لا يفرح مؤمن بهذه الحادثة، التي تكشف هذه المعاني، فينوي البقاء على عهده مع الله عز وجل  بعد زوال هذا الوباء،  ويصلح أمره، ويجتهد في أن يطور هذه العلاقة، ويحسن إلى نفسه وإلى الناس، فكيف لا يسعد إنسان بمثل هذه المعاني؟

مما نبه عليه الدكتور أيضا، مسألة الخلاف في إثبات الهلال، فقال: إن هذا الخلاف في المسألة قديم، وليس مجالا للصراع، والتنازع، الرؤية الشرعية هي المعتمدة، وجل أهل العلم متفقون على أن الحساب الفلكي يؤخذ فيه بالنفي، فإذا قال أهل الفلك أن الرؤية لا تمكن، فينبغي أن يعتد بذلك.

   وحول كيفية صلاة العيد في فترة الوباء، قال الدكتور: في كثير من البلاد الإسلامية ستقام صلاة العيد باشتراطات، واحتياطات معينة، في قطر مثلا، ستقام صلاة عيد واحدة، في مسجد الدولة الكبير، وسيحضرها ناس يقوم بهم شرط العيد، وبالتالي يسقط فرض الكفاية، الواجب على المسلمين، أما الذين لم يتمكنوا من حضورها في المسجد، فيسن لهم أن يصلوا صلاة العيد بهيئتها المعروفة، دون خطبة.

  وكيفيتها، أن يكبر في الأولى سبع تكبيرات، منها تكبيرة الإحرام، وفي الثانية خمس تكبيرات لا يحتسب فيها تكبيرة القيام، ويسن أن يقرأ فيها، بسبح، والغاشية.

وقد ختم الدكتور كلامه، ببيان الحاجة الكبيرة لوسائل التواصل، لتيسير اللقاء عن بعد، لتعذر التزاور بين الأقارب والأرحام، منبها إلى أن هذا التباعد تمليه ظروف هذه الجائحة، ويجب أن ينظر إليه إلى أنه عبادة، يؤجر عليها، وأن من يخالف التعليمات، ويستخف بهذا الأمر، يأثم لمساهمته في نشر المرض، وتعريض حياة الناس للخطر.

المقاطع القصيرة

مشاعر في وداع رمضان

الحكمة من تشريع مواسم الخير

من المعاني العظيمة للعبادة

المعنى المقصود في تحري ليلة القدر

تنبيهات تخص ليلة القدر

مشاعر وخواطر عن رمضان في فترة الوباء

إثبات الهلال بين الرؤية الشرعية، والحساب الفلكي

صلاة العيد في ظل أجواء كورونا

الحاجة الكبيرة لوسائل التواصل لتيسير اللقاء والحد من انتشار الوباء