سنن النصر 1 – خطبة الجمعة 5 ذو القعدة 1438هـ


الملخص

 تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة عن سنن النصر، فقال: إن القاعدة الأولى: “النصر من عند الله”، هو الذي يملك نصرة عباده، فيجب التوكل والاعتماد عليه، يقول الله عز وجل: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}، ويقول تعالى: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ}.

وأضاف الدكتور: الله عز وجل إذا أراد أن ينصر عباد، هيأ لهم أسباب ذلك، من حيث لا يعلمون، ثم إنه يثبت قلوب الذين آمنوا، ويلقي الرعب في قلوب الكافرين.

أما القاعدة الثانية من هذه السنن فسماها الدكتور: “النصر لا يأتي بلا أسباب”، وذكر أنه لا بد من اتخاذ الأسباب، وإعداد العدة، يقول الله عز وجل: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ}، لا يمكن أن يتأتى النصر لقوم قعدوا عما يستطيعون عليه من القوة، لكنهم إذا أخذوا بالأسباب، فإن النصر آت بحول الله، لا بالاعتماد على الأسباب، فالتوكل على الله لا ينافي الأخذ بالأسباب، والأخذ بالأسباب لا يغني عن التوكل على الله عز وجل، فلا بد منهما معا.

وفي القاعدة الثالثة: “لا انتصار بلا تضحية”، يقول الدكتور: لا بد من التضحية، والخسائر، فقد تعرض النبي صلى الله عليه وسلم في مكة قبل الهجرة إلى الأذى، وتعرض في غزوة أحد إلى الجراحات، حتى جرحت وجنته الشريفة، فلا يأتي النصر بلا تضحية، يقول تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}.

القاعدة الرابعة: “الأيام دول، والألم متبادل”، يذكر الدكتور في بيانها، أنه لا يألم ويصاب المسلمون فقط، بل أعداء الله عز وجل يألمون، ويصابون، يقول الله تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}، ويقول تعالى: {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}. أما القاعدة الأخيرة، فهي: “التمحيص والابتلاء مقدمة للنصر”، يقول الدكتور: الله عز وجل يريد أن تتمايز الصفوف، حتى يكتب النصر لعباده المومنين، يقول الله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهِدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}، ويقول تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً}، ويقول الله تعالى: {الم. أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}، فهذه الجراحات، وهذه الآلام إنما هي مقدمات لفرز الصفوف، ولبيان من يتمسك بمنهج الله عز وجل ومن ينافق ويداهن.

المقاطع القصيرة

النصر من عند الله

النصر لا يأتي بلا أسباب

لا انتصار بلا تضحية

الأيام دول والألم متبادل

الابتلاء والتمحيص مقدمة للنصر

انتصار المرابطين في المسجد الأقصى

دروس وأحداث في انتصار المرابطين بالمسجد الأقصى