سنن النصر 2 – خطبة الجمعة 12 ذو القعدة 1438هـ


الملخص

تعرض الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، في هذه الخطبة، لقاعدتين من سنن النصر، فبدأ الحديث بقاعدة سماها: “النصر لا يتحقق دفعة واحدة”، ثم قال في بيانها: لا بد لكي يتحقق النصر أن يكون على مراحل، من الأخطاء التي تقع، أننا نستعجل النصر، وننتظر المخلص، ننتظر القائد الذي يحقق الانتصارات في سنة واحدة، هذا لا يتأتى، النصر يأتي شيئا فشيئا، مرحلة بعد مرحلة، بين كل مرحلة وأخرى عمل كثير، وتضحية وإخلاص.

وقد أكد هذه القاعدة بمثال من سيرة النبي صلى الله عليه سلم، استعرض فيه من فترة البعثة، إلى فتح مكة، يقول الدكتور: حينما نزل الوحي، أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يدعو من حوله إلى الإسلام، يسر بهذه الدعوة، ويتخير لها الرجال حتى أتى الأمر بالجهر بها، فبقي النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من الصحابة، يتحملون أنواع الأذى، حتى أذن لهم بالهجرة، عندها أصبح المسلمون في مأمن، وفي هذه المرحلة لم يتوقف العمل للدعوة، فكان تأمين محيط المدينة، وبعث السرايا، إلى أن جاءت مرحلة بدر الكبرى، التي هزم فيها المشركون، وأصبح المجتمع المدني، صاحب سيادة، وسلطة على الأرض.

 وقد كانت غزوة الأحزاب، معركة فاصلة، تحول المسلمون فيها من موقف الدفاع، إلى موقف الهجوم، حتى جاء صلح الحديبية، الذي أعقبه النصر المبين في فتح مكة، وتحقق النصر الحاسم، الذي اقتلع الشرك من جذوره، في جزيرة العرب.

ويضيف الدكتور معلقا على هذه الأحداث من السيرة: “هكذا يتحقق النصر، لكن ينبغي أن ينتبه له كل إنسان يترقب النصر، أن يبذل ما يستطيع من جهد، في خدمة أمته، ودينه، حتى يتم الله عز وجل النصر للمسلمين”.

وقد تحدث الدكتور عن قاعدة ثانية، ختم بها خطبته سماها: “لا يتحقق النصر إلا على قاعدة متينة من الأخلاق” فقال: إن هنالك قواعد عامة لا بد منها في تنظيم المجتمع، لتنعكس على قوانينه، وأعماله، وسلوك أفراده، ثم عدد هذه الأخلاق فذكر منها: الأمانة، والعدل، واحترام قيمة العمل، واحترام سنن الله في الخلق.

يقول الدكتور أيضا مؤكدا المعنى: النصر لا يأتي بالمعجزات، ولا بالإعلام الفارغ، ولا بالنفاق، بل يأتي باحترام سنن الله عز وجل، وبمكافأة المجتهد، ومعاقبة المخطئ، الثواب والعقاب، لابد أن يكون قاعدة تظهر في تشريعات البلد، وتنعكس على سلوك الأفراد، حتى يتحقق النصر.

المقاطع القصيرة

النصر لا يتحقق دفعة واحدة

مراحل النصر من الهجرة إلى صلح الحديبية

النصر العظيم في فتح مكة

أهمية الأخلاق في تحقيق النصر